• الفهرس
  • عدد النتائج:

فراحوا ، فريق في الأسار ، ومثله

قتيل ، وقتيل لاذ بالبحر هاربه

إذا الملك الجبّار صعّر خدّه

مشينا إليه بالسيوف نعاتبه

وقال أبو دلامة (١) ، كنت مع مروان بن محمّد ، أيّام حروبه مع الضحّاك ابن قيس الشيبانيّ ، فخرج فارس من جيش الضحّاك ، وطلب المبارزة ، فخرج إليه رجل من جيش مروان فقتله ، ثمّ خرج ثان وثالث فقتلهما أيضا ، ثمّ أخذ ذلك الفارس يصول ويجول في ساحة القتال ، ويقترب من جيش مروان (متحديا) ولا أحد يخرج لمبارزته. فقال مروان : من يخرج لهذا الفارس ، وله عندي عشرة آلاف دينار؟

فقال أبو دلامة : فلمّا سمعت بالعشرة آلاف ، هانت عليّ الدنيا ، وضحّيت نفسي في سبيل عشرة آلاف دينار ، فخرجت إليه ، فأقبل عليّ وعيناه كأنّهما جمرتان تتقدان ، فلمّا رآني عرف السبب الّذي أخرجني لمبارزته فقال : (٢)

وخارج أخرجه حبّ الطمع

فرّ من الموت وفي الموت وقع

من كان ينوي أهله فلا رجع

قال أبو دلامة : فلمّا رأيته ، غطيت رأسي ، ووليت هاربا. فقال مروان ابن محمّد : من هذا الّذي فضحنا؟ آتوني به. قال أبو دلامة : فدخلت بين الناس واختفيت.

وعن حبيب بن جدره الهلالي أنّه قال : رأيت امرأة من بني شيبان ، قد قتل أبوها وأخوها ، وزوجها وأمّها ، وعمّتها وخالتها مع الضحّاك بن قيس ، فما دمعت لها عين ، ولا رأيتها ضاحكة ولا مبتسمة فقالت : (٣)

__________________

(١) أبو دلامة : هو زند بن الجون ، شاعر كوفي. مخضرم الدولتين الأموية والعباسية.

(٢) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ١ / ١٤٤.

(٣) تاريخ خليفة بن خياط. ج ٢ / ٥٧٥.