• الفهرس
  • عدد النتائج:

ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ من بعدي) (١).

وفي حرب الخندق : جاء المشركون إلى المدينة فحاصروها ، وتقدّم قائدهم" عمرو بن ودّ العامري" فعبر الخندق ، ونادى : هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد ثمّ نادى : ثانية وثالثة ، فكان في كلّ مرّة يقوم إليه الإمام عليّ عليه‌السلام ولكنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجلسه.

وأخيرا قام الإمام عليه عليه‌السلام ، وتقدّم نحو القائد المنادي ، عندها قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (برز الإيمان كلّه على الشرك كلّه). وبعد لحظات من المبارزة كبّر الإمام عليّ عليه‌السلام وما انجلت الغبرة ، إلّا وكان عمرو بن ودّ مجندلا على الأرض.

وجاءت أخت عمرو ، فشاهدت أخاها قتيلا ، لم يسلب (٢) منه أي شيء ، فسألت عن قاتل أخيها ، فقيل لها : إنه عليّ بن أبي طالب ، عندها قالت (٣) :

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

بكيته ما أقام الروح في الجسد

لكن قاتله من كان لا نظير له

وكان يدعى أبوه" بيضة البلد"

ثمّ جاءت حرب خيبر ، وأمام حصنها المنيع عادت" أوّل يوم" كتيبة قوّية وكان يقودها أبو بكر الصدّيق ، ثمّ وفي اليوم الثاني ، رجعت كتيبة أخرى ، كان يقودها عمر بن الخطاب ، عندها غضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : (لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه) (٤).

__________________

(١) صحيح البخاري. ج ٥ / ٢٤ وخالد محمّد خالد ـ في رحاب عليّ. ص ١١٠.

(٢) لم يسلب : كان من عادة العرب أن تسلب من القتيل بعض حاجاته كالسيف أو الدرع ، انتقاصا منه.

(٣) ابن أبي الحديد ـ شرح نهج البلاغة. ج ١ / ٢٠.

(٤) صحيح البخاري. ج ٤ / ٧٣.