وأما الثانية ، واسمها : (مليح البديع في مدح الشفيع) فقد نظمها سنة (١٠٧٧ ه‍) ، وزاد فيها على القصيدة الأولى تسمية الأنواع البديعية ، كما ترى ذلك في مطلعها :

يا حسن (مطلع) من أهوى بذي سلم

(براعة) الشوق في (استهلالها) ألمي

فقد خص (براعة الاستهلال) أو (براعة المطلع) بالمفردات الثلاث التي ذكرها في البيت (١) وعبد الغني في هذه البديعية الثانية حاكى من السابقين من ذكروا أسماء الأنواع البديعية في أبيات القصيدة ، ومنهم ابن حجة الحموي وعز الدين الموصلي. والرجلان ممن عارضا الصفي في بديعيته.

وهذا النوع من المحاكاة والمجاراة دليل على أثر بديعية الصفي فيمن جاء بعده ، واستمرار هذا التأثير ، حتّى يومنا هذا. وتبقى عندنا مسألة ، وهي مطروقة من قبل أن نذكرها هنا ، وهي أن الحلّي لم يكن مبتدعا (البديعيات) في مدح الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وسلم بل هناك من يدّعي (٢) أنّ الصفي مسبوق بهذا الفن الشعري ب «علي بن عثمان بن علي بن سليمان أمين الدين السليماني (ت ٦٧٠ ه‍)» لأن هذا الأخير قد نظم قصيدة من بحر (الخفيف) وروى اللام المكسورة : مطلعها :

بعض هذا الدلال والأدلال

حالي الهجر والتجنّب حالي

__________________

(١) البديعيات : علي أبو زيد : ١٢٨.

(٢) هو الدكتور أحمد إبراهيم موسى في كتابه : الصبغ البديعي في اللغة العربية ـ ط سنة : ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٩ م : ص ٣٧٧ ـ ٣٨٨.