• الفهرس
  • عدد النتائج:

والأزهار مع الأطعمة عادة قديمة ، نقل المقريزي أن ذلك كان في أيام الفاطميين ، وأنهم كانوا يكتبون أسماء الناس على المصاطب التي يجلسون عليها في رقاع فيكون الجلوس بالترتيب مصطبة مصطبة. وقد تقدم أن من عوائد الصينيين في الضيافة تقديم المطعوم والمشروب والمشموم.

وذكر ابن عذاري أن في سنة ٤٤٢ وقع الصلح بين أهل القيروان وأهل سوسة ، وصنع الأولون للأخيرين دعوات غسلت فيها الأيدي بماء الورد. فيفيد هذا عادة استعمال الطيب مع الأكل من أنواع الكرامة كما يشهد هذا الخبر بكرم أهل القيروان من قديم : رأتهم يلاطفون أتباعهم وخادماتهم ويصرحون لهم بألفاظ الشكر حتى على مناولة صحن بلا طعام. وقد بلغ من أمر الخادمات أن طلبن أن لا يعبر عنهم في المستقبل بخادمات بل بمعينات على تدبير المنزل. وأشهرت بنات الدانمارك هذا الطلب على ألسنة الجرائد ونظمن له جمعية وأسسن جريدة لطلب هاته الحقوق ورفض هذا اللقب المشين ، يعني خادمات ، وصرن يطلبن من السيدات شهادات في حسن المعاملة مع الخادمات ، أستغفر الله «المعينات» بعد أن كانت السيدات يطلبن الشهادة من الخادمات في حسن سيرتهن السابقة. ويجب الإحسان للخادمات عقب موائد الاستدعاء وللأتباع متى قاموا لك بأمر ولو كان خفيفا ، أما سائق عربة المستدعي فلا بد أن تنفحه بما يقارب نصف الكراء. والقوم يشايعون الضيف أكثر مما يتلقونه. ومن توابع إكرام الفرنساويين لضيفهم إطالة السمر

معه بعد الأكل وتنقير نسائهم وبناتهم على البيانو ، ولا حرج عليهن في الغناء مع ذلك. ويتمدح نساؤهم وبناتهم بإتقان بعض آلات الموسيقى التي هي فن لذيذ محبوب ، وللعرب بها شغف واعتناء في اعتبارها من توابع ما يكرم به الضيف. ففي حديث أم زرع قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك. مالك خير من ذلك ، له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك. قال القاضي عياض : أي أنه مما كثرت عادته إنزال الضيفان وإطعامهم وسقيهم وضربه المعازف عليهم ونحره للإبل.

لذلك صارت الإبل إذا سمعت المعازف عرفت بجري عادتها أنها تنحر. وربما جمع بعض الأروباويين لضيفهم مع الموسيقى الرقص المعتاد في عرفهم والمرغوب فيه عندهم ، يعتبرونه من توابع الرياضة والمودة ولهم فيه أفانين يتبعون بها أدوار الموسيقى