صقر المنية خاطف الأرواح

هذى نوائحه بكل نواحي

نشر القوادم في الوجود فلا ترى

إلا نياحاً تابعاً لنياح

نشبت مخالبة بأرواح الملا

وتراه واصل غدوة برواح

قل لي بربك أي بيت لم يبت

وإلى المنون به صفيف جناح

لك يا ابن آدم ساعة معلومة

تأتيك لو حاولت كل جماح

أترى الخلاص وقد شُققن ضرائح

كلا ولو حلّقت فوق ضراح

فإليك عن دنيا تفاقم خطبها

فأسيرها لا يُرتجى لسراح

خير الورى من قد درى ما قد جرى

فمضى يلبي صيحـة النُصاح

* * *

ملاحظة هامة : ليس المقصود بما سبق من الشعر الانعزال عن الحياة والإعراض عن استثمار خيراتها وطاقاتها ، بل الهدف هو تهذيب النفوس وتطهيرها من الأهواء المردية والشهوات الموبقة ، فقد قال الله تعالى :

(أ) ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً ) ( الكهف / ٧ ).

(ب) ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) ( الملك / ١٥ ).

لقد حث الله تعالى في الآيتين الإنسان على استغلال الأرض والعمل في أرجائها بطاقة الإيمان والتقوى ، ليحقق رخاءه وهناءه في الدنيا والآخرة ، ونهاه في آيتين آخريين عن الفساد في الأرض بالاستعلاء والاستكبار لاجتناب مآسي الانهيار والدمار.

(ج‍( ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ( لقمان / ١٨ ).

(د) ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلوّاً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) ( القصص / ٨٣ ).