• الفهرس
  • عدد النتائج:

فقال : خذها فتصدق بها. قال : يا أمير المؤمنين : أو خير من هذا؟ قال : وما هو؟ قال : قوم صحبوك من الشام في مظالم لهم ، فلم يصلوا إليك. قال : فأدخلهم عليّ. قال : فأدخلهم عليه ، فكتب لهم في مظالمهم فردّت إليهم.

وزاد غيره : فخرج سليمان إلى الطائف ، فلما قدم سليمان بن عبد الملك الطائف ، أتى مالا يقال له [الجال](١) بنخب ، فلقيه أبو زهير ـ أحد بني سالم من ثقيف ـ فقال : يا أمير المؤمنين ، اجعل منزلك عليّ. قال : إني أخاف أن أفدحك. قال : كلا ، إنّ الله ـ تعالى ـ قد رزق خيرا. قال : فنزل فرمى بنفسه على بطحاء الطائف ، فقيل له : الوطاء ، فقال : لا ، هذا البطحاء أحب إليّ وأعجب ، فألزمه بطنه ، وأتي بخمس رمّانات ، فأكلهنّ ، فقال : أعندكم غير هذا؟ قالوا : نعم ، فجعلوا يأتونه بخمس خمس ، حتى أكل سبعين رمانة ، ثم أتي بخروف وست دجاجات فأكلهن ، وأتوه بصبيب من الزبيب يكون قدر مكوك (٢) ، على نطع فأكله أجمع ، ثم نام فانتبه فدعا بالغداء ، فأكل مع أصحابه ، فلما فرغ دعا بالمناديل فكان فيها قلة ، وكثر الناس ، فلم يكن عنده من المناديل ما يسعهم ، فقال : كيف الحيلة يا أبا زهير؟ فقال أبو زهير : أنا أحتال ، فأمر بالضّرم (٣) والخزامى وما أشبهها من الشجر فأتى به فامتسح به سليمان ثم شمه ، فقال يا أبا زهير ، دعنا وهذا الشجر

__________________

(١) الجال : طرف وادي وجّ من الشرق. ويطلق الاسم اليوم على ناحية كبيرة أخذ يشملها العمران هناك. ومنها قرية تسمّى بهذا الاسم إلى اليوم ، وفيها مدرسة تعرف ب (مدرسة الجال) أنظر معجم معالم الحجاز ٢ / ١٠٨.

والنّخب : ـ بفتح النون ثم كسر الخاء المعجمة من فوق ـ واد بالطائف. أنظر المرجع السابق ٥ / ٢٧٥.

(٢) المكّوك ـ بوزن تنّور ـ مكيال معروف ، قيل يسع صاعا ونصف صاع ، وقيل غير ذلك. تاج العروس ٧ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٣) الضرم : شجر طيب الريح ، وكذلك دخانه. لسان العرب ١٢ / ٣٥٦.

والخزامى : عشبة طويلة العيدان ، صغيرة الورق ، حمراء الزهرة ، طيّبة الريح.