أيدي جماعة من أصحاب عليّ عليهالسلام اعتزلوا السياسة واعتزلوا كلّ الناس بعد الصلح الذي تمّ بين الحسن عليهالسلام ومعاوية بن أبي سفيان (١).
ـ فيما نسبهم آخرون إلى الجماعة الذين اعتزلوا الحرب في خلافة عليّ عليهالسلام ، ومنهم : سعد بن أبي وقّاص ، وعبد الله بن عمر ، ومحمّد بن مسلمة ، واُسامة بن زيد ، فقالوا : هؤلاء هم سَلَف المعتزلة إلى الأبد (٢).
في حين ليس لهذين الاعتزالين أي صلة بجملة العقائد التي ميّزت فرقة المعتزلة !
وأيضاً فإذا كان مجرّد الاعتزال هو الأصل الذي يصحّ أن تُنسب إليه الفرقة المعروفة ، فلماذا لا يكون سعد بن عبادة هو أمام المعتزلة وسلفها ؟
فسعد بن عبادة ، شيخ الأنصار ، هو أوّل من اعتزل الناس بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وبقي معتزلاً حتى قُتل بعد سنين في عهد عمر !
ـ أمّا عبد الرحمن بدوي ، فقد ذهب إلى أنّ انطلاق أول مبادئ المعتزلة ـ وهو القول بالمنزلة بين المنزلتين في مرتكب الكبيرة ـ إنّما كان فكرةً سياسية بحتة اتّخذوها ذريعة لاعتزال التنازع المحتدم بين أهل السنّة والخوارج في هذه المسألة السياسية الدينية الخطيرة (٣).
ـ بينما ذهب بعض المستشرقين إلى أنّهم سمّوا معتزلة لأنّهم كانوا زهّاداً
_____________
(١) المذاهب الإسلامية : ٢٠٧ نسبه إلى أبي الحسن الطرائقي في كتابه (ردّ أهل الأهواء والبدع).
(٢) فِرق الشيعة / النوبختي : ٥ ـ المطبعة الحيدرية ـ النجف ـ ١٩٣٦ م.
(٣) مذاهب الإسلاميّين / عبد الرحمن بدوي ١ : ٣٧ ـ دار العلم للملايين ـ ط ٣ ـ ١٩٨٣ م.