• الفهرس
  • عدد النتائج:

تنكّبت التعجب منه وتعجبت من الزيادة التي لم تسألني التعجب منها لأنه لا يجوز التعجب منه إذ كان مفعولا ، قلنا : ولم لا جاز ذلك ، وصرت في هذا إذا سألتك لا تتعجب منه تعجبت من غيره وهي الزيادة؟ فقلت : قد أجبناك فيما مضى من الكلام لم لا يجوز أن يتعجب منه ، فليس لإعادتنا إيّاه معنى ، قال : وقد نقضت العلة التي اعتللت بها في منع الجواز أنه مفعول ، وأريناك أن ذلك فاسد ، فإن كانت عندك زيادة فزد ، قلت : هذه المطالبة محال أن يتعجب من المفعول بما بيّنّا من أنّ المفعول لا يتعجّب منه ، فيجب على من أنكر هذا أن يتعجب من المفعول ، فكأنّه يجعل المفعول مفعولا ، وهذا محال ، فقال : نحن إذا قلنا : اجعل الفاعل مفعولا ساغ لنا ذلك في الفاعل إذا تعجبنا منه ، ولم يكن في الأصل مفعولا كان ذلك جائزا فيما قام مقامه ، وهو ما لم يسمّ فاعله ، وإلّا لم يكن في موضعه ولا في مقامه ، قلت : هو وإن قام مقامه في أنّا نحدّث عنه كما نحدّث عن الفاعل فنحن نعلم أنّه مفعول في الأصل ، فكيف يقال : أقمه مقام المفعول؟ وأيضا فإن أقمناه مقام المفعول فإنّ الفاعل هو المحدث للفعل ، وليس كذلك ما يقوم مقامه ، فقال : قد لزمك بهذا القول أن لا تتعجب منه على حال من الأحوال بزيادة ولا بغير زيادة ، فإنك إن زدت فيه فهو مفعول في الحقيقة ، اللهمّ إلّا أن تكون تزعم أنّك لم تتعجب منه البتّة وإنما تعجبت من غيره ، ونحن لم نسألك عن التعجب من غيره ، قلت : هذا الذي ألزمتنيه من قولك : «فقد لزمك بهذا القول أن لا تتعجب منه على حال من الأحوال بزيادة ولا بغير زيادة» بيّن بعضه أنّه لا يجوز أن تقول : ما أحمر زيدا ، فإذا زدت فيه وقع التعجب منه ، فقلت : ما أشدّ حمرة زيد ، فقال : أما تشبيهك أحمر ونحوه بباب الثلاثي فإنّه خطأ ، وذلك أنهم قد أجمعوا على أنّ الثلاثيّ يتعجب منه بلا زيادة ما لم يكن لونا ولا خلقة ، وذلك أن الخليل زعم في قوله : ما أحمر زيدا ، وما أشبهه أنّهم لم يتكلموا به لأنّه صار عندهم بمنزلة اليد والرّجل ، لأنّك لا تقول : ما أيداه ولا أرجله ، فخالف باب الثلاثي لهذه العلة ، فقد بان بقول الخليل الفرق بين هذين ، وشبّهت بين شيئين غير مشتبهين ، قلت : هذا الكلام فيه تطويل ، لأني إنما شبّهته بالألوان من أنهما جميعا لا يجوزان ، وليس يلزمني إذا شبهت به من جهة أن أشبه به من كل الجهات ، فأنا أقول إذا سئلت كيف يتعجب من قولنا : انطلق زيد : لا يجوز ، فقد صار «لا يجوز» في هذا كما لا يجوز «ما أحمر زيدا» ، فهل يلزمني أن أكون شبّهت اللّون بغير اللّون ، وأنا إنما شبهته به من أنّ هذا لا يجوز كما أنّ هذا لا يجوز؟ ، وأما قوله : «قد أجمعوا على أنّ الثلاثيّ يتعجب منه بلا زيادة ما لم يكن لونا أو خلقة» فاستثناؤه ما لم يكن لونا أو خلقة من أعجب الكلام ، لأنه لا يتعجب إلا