إذ الأمر طلب فعل ، والنهي ترك فعل ، حسن العطف في قوله والناهون ، ودعوى الزيادة أو واو الثمانة ضعيف وقال في قصة أهل الكهف : إنه إنما أتى بالواو مع الثمانية لأن القول الثالث أقرب الى الحق أو هو الحق لأنه قال في القولين «رجما بالغيب» وفي الثالث قال : «قل ربي أعلم بعدتهم» وقال في قصة أهل الجنة واثبت الواو لأن أبواب جهنم لا تفتح إلا عند دخول أهلها زيادة في الضيق على من بها وأما أبواب الجنة فتفتح لأهلها قبل دخولهم إليها إكراما لهم لقوله تعالى «جنات عدن مفتحة لهم الأبواب» قال الشيخ جمال الدين بن الحاجب رحمة الله : ان القاضي الفاضل كان يعتقد زيادة الواو في هذه الآية يعني «ثيبات وأبكارا» ويقول هي واو الثمانية الى أن ذكر ذلك بحضرة الشيخ أبي الجود المقري فبين له أنه وهم وأن الضرورة تدعو الى دخولهاهنا وإلا فسد المعنى بخلاف واو الثمانية فإنه يؤتى بها لا لحاجة فقال : أرشدتنا با أبا الجود.

نقول وممن اعترف بواو الثمانية الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير وقال : إن الواو في قوله تعالى «وثامنهم كلبهم» هي واو الثمانية.

وسيأتي مزيد بحث عنها عند الكلام على هذه الآيات في مواضعها.

السائحون :

اختلف العلماء في الصفة الثالثة وهي السائحون وأصح الأقوال انهم الصائمون شبّهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم وقيل هم طلبة العلم يطلبونه في مظانه ويضربون في مناكب الأرض لتحصيله وفي القاموس : والسياحة بالكسر الذهاب في الأرض للعبادة ومنه المسيح بن مريم. والسائح الصائم الملازم للسياحة.