• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

كم قدَّ في صارمِهِ فارساً

وصيّر السيد له ينهسُ (١)

هو ابنُ عمِّ المصطفى والذي

قد طابَ من دوحتِهِ المغرسُ

عيبةُ علمِ اللهِ شمسُ الهدى

ونورُه الزاهرُ لا يُطمَسُ

مهبطُ وحيٍ لم يُنَلْ فضلُه

وكنهُهُ في الوهمِ لا يُحدَسُ

قد طلّق الدنيا ولم يرضَها

ما همُّه المطعمُ والملبسُ

يقطّع الليلَ بتقديسِهِ

يزهو به المحرابُ والمجلسُ

وفي الندى بحرٌ بلا ساحلٍ

وفي المعالي الأصيدُ الأرأسُ

إذا رقى يوماً ذُرى منبرٍ

وألسنُ الخلقِ له خرّسُ

يريك من ألفاظِهِ حكمةً

يحتارُ فيها العالمُ الكيّسُ

فيا لها من رُتبٍ نالها

من دونها كيوانُ والأطلسُ

قد شُرِّفتْ كوفانُ في قبرِهِ

ولم تكن أعلامُها تدرسُ

إن أنكر الجاحدُ قولي أَقُلْ

يا صاح هذا المشهدُ الأقدسُ (٢)

أما ترى النورَ به مشرقاً

قرّت به الأعينُ والأنفسُ

واللهِ لولا حيدرٌ لم يكنْ

في الأرضِ ديّارٌ ولا مكنسُ

فليس يحصي فضله ناثرٌ

أو ناظمٌ في شعرِه منبسُ

لو كان ما في الأرضِ أقلامُه

والأبحرُ السبعُ له مغمسُ

سمعاً أبا السبطين منظومةً

غرّاء من غصنِ النقا أميسُ

تختال من مدحِك في حلّةٍ

لم يَحكِها في نسجِها السندسُ

أرجو بها منك الجزا في غدٍ

فإنَّ من والاك لا يبخسُ

صلّى عليك الله ما أشرقت

شمس الضحى وانكشف الحِندسُ

___________________________________

(١) السيد : الذئب. الأسد ، والسّيْد تخفيف السيّد. نهس : أخذ بمقدّم أسنانه ونتفه. ( المؤلف )

(٢) هذا مستهلّ قصيدة السيّد علي خان. ( المؤلف )