يا كراماً صبرُنا عنهم مُحالْ |
| إنّ حالي بعدكم في شرِّ حالْ |
إن أتى من حيِّكم ريحُ الشمالْ |
| صرتُ لا أدري يميني من شمالْ |
* * *
حبّذا ريحٌ سرى من ذي سلمْ |
| عن ربى نجد وسلعٍ والعلمْ |
أذهبَ الأحزانَ عنّا والألمْ |
| والأماني أُدرِكتْ والهمُّ زالْ |
* * *
يا أخلّائي بحزوى والعقيقْ |
| لا يطيق الهجرَ قلبي لا يطيقْ |
هل لمشتاقٍ إليكم من طريقْ |
| أم سددتم عنه أبوابَ الوصالْ |
* * *
لا تلوموني على فرط الضجرْ |
| ليس قلبي من حديدٍ أو حجرْ |
فات مطلوبي ومحبوبي هجرْ |
| والحشا في كلِّ آنٍ باشتعالْ |
* * *
من رأى وجدي لسكانِ الحجونْ |
| قال ما هذا هوى هذا جنونْ |
أيّها اللوّامُ ماذا تبتغونْ |
| قلبيَ المضنى وعقلي ذو اعتقالْ |
* * *
يا نزولاً بين سلعٍ والصفا |
| يا كرامَ الحيّ يا أهل الوفا |
كان لي قلبٌ حمولٌ للجفا |
| ضاع منّي بين هاتيك التلالْ |
* * *
يا رعاك اللهُ يا ريح الصبا |
| إن تجُز يوماً على وادي قُبا |
سل أُهيل الحيِّ في تلك الرُّبى |
| هجرُهمْ هذا دلالٌ أم ملالْ |
* * *
جيرةٌ في هجرِنا قد أسرفوا |
| حالنا من بعدِهم لا يوصفُ |
إن جفوا أو واصلوا أو أتلفوا |
| حبّهم في القلبِ باقٍ لا يزالْ |
* * *