• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأوّل

  • الفصل الأوّل

  • فرق الشيعة بين الحقائق والأوهام
  • يحيى بن زيد والصحيفة السجادية :

    إنّ الصحيفة السجادية نسخة من علوم أئمة أهل البيت ، وهي أدعية للاِمام السجاد تهز كل إنسان إذا قرأها بدقة وإمعان ، وقد أودع فيها الاِمام كنوزاً من المعارف ، وعلّم الاِنسان كيفية الدعاء والابتهال إلى اللّه سبحانه ، انشأها سيد الساجدين في عصر الظلم والقتل والتشريد وقد كانت نسخة منها عند زيد الثائر ، وقد أوصى بها إلى ولده يحيى ، وهو أيضاً أوصى إلى : محمد وإبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب وذكر تفصيله عمير بن المتوكل الثقفي البلخي عن أبيه متوكل بن هارون قال :

    لقيت يحيى بن زيد بن علي عليه‌السلام وهو متوجه إلى خراسان فسلّمت عليه ، فقال لي : من أين أقبلت؟ قلتُ : من الحجّ ، فسألني عن أهله وبني عمّه بالمدينة وأحفى السوَال عن جعفر بن محمد فأخبرته بخبره وخبرهم وحزنهم على أبيه زيد بن علي عليه‌السلام فقال لي : قد كان عمي محمد بن علي عليه‌السلام أشار إلى أبي بترك الخروج وعرّفه أنّه إن هو خرج وفارق المدينة ما يكون إليه مصير أمره ، فهل لقيت ابن عمي جعفر بن محمد عليه‌السلام؟ قلت : نعم ، قال : فهل سمعته يذكر شيئاً من أمري؟ قلتُ : نعم ، قال : بم ذكرني؟ قلتُ : جعلتُ فداك ما أُحبّ أن أستقبلك بما سمعته منه ، فقال : أبالموت تخوفني؟ هات ما سمعته ، فقلت سمعته يقول :

    إنّك تقتل وتصلب كما قتل أبوك وصلب ، فتغير وجهه وقال : « يَمحُوا اللّهُ ما يَشَاءُ ويُثْبِتُ وعِندَه أُمُّ الكِتاب » يا متوكل إنّ اللّه عزّ وجلّ أيّد هذا الأمر بنا ، وجعل لنا العلم والسيف ، فجمعا لنا وخصّ بنو عمنا بالعلم وحده ، فقلت : جعلت فداك إنّي رأيت الناس إلى ابن عمك جعفر عليه‌السلام أميل منهم إليك وإلى أبيك ، فقال : إنّ عمي محمد بن علي وابنه جعفر عليهما‌السلام دعوا الناس إلى الحياة ونحن دعوناهم إلى الموت ، فقلت : يابن رسول اللّه أهم أعلم أم أنتم؟