• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأوّل

  • الفصل الأوّل

  • فرق الشيعة بين الحقائق والأوهام
  • ما أثر عنه من قول قبل الخروج وأوانه :

    إنّ دراسة ما نقل عنه من كلمة أو كلمات يوقفنا على مرماه من الثورة ، فإن الاِنسان بصير على نفسه ومهما اهتم على كتمان ما يضمره لكنه سيظهر على لمحات وجهه وفلتات لسانه ، ولكن الثائر أصحر بهدفه في غير واحد من المواضع حتى أنّ الحاكم الأموي (هشام بن عبد الملك) اتّهمه بفكر الثورة والقيام على النظام ، وهذا يدلّ على أنّه كان يبوح بها آونة بعد أُخرى ، وإليك هذه الكلمات :

    ١ ـ إنّما خرجت على الذين أغاروا على المدينة يوم الحرة ثم رموا بيت اللّه بحجر المنجنيق والنار (١).

    ويشير ثائرنا بكلامه هذا إلى ما ارتكبه الحجاج قائد الجيش الأموي ـ يوم التجأ ابن الزبير إلى البيت ـ فحصّبـه بالحجارة مستعيناً بالمنجنيق الذي نصبه الجيش على جبل أبي قبيس ، المشرف على الكعبة. كما مر في ثورة عبد اللّه بن الزبير.

    ٢ ـ إنّما خرجت على الذين قاتلوا جدي الحسين عليه‌السلام (٢).

    ٣ ـ روى عبد اللّه بن مسلم بن بابك ، قال : خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا فقال : يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت : لا ، قال : واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الأرض ، أو حيث أقع ، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣).

    إنّ هذه الكلمة إشراقة من كلام الحسين ووصيته إلى أخيه محمد ابن الحنفية : « إنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ، ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الاِصلاح في أُمّة جدي ، وشيعة أبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحقّ فاللّه أولى

    ____________

    ١ و ٢ ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : ٣٥ ـ ٣٦.

    ٣ ـ أبو الفرج الاصفهاني : مقاتل الطالبيين : ٨٧.