• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأول

  • فى ذكر فضيلة مكة وما ورد فيها من الأخبار والأحاديث والآيات وحكايات الصالحين
  • القسم الثانى

  • فى ذكر فضيلة المدينة وزيارة قبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يضاف إليها
  • الفصل التاسع

    فى ذكر هبوط آدم عليه‌السلام إلى الأرض وبنائه الكعبة وحجه وطوافه بالبيت

    اختلف فى المكان الذى أهبط فيه آدم (١) ، فقيل : أهبط بالهند وحواء بجدة.

    وقيل : أهبط بسرنديب (٢).

    وقيل : أهبط آدم وحواء على جبل بالهند اسمه واسم.

    وقيل : آدم بسرنديب. وحواء بجدة ، وإبليس بالأبلة موضع بالبصرة ، والحيّة بأصفهان. كذا فى الكواشى فى تفسير القرآن عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : لما أهبط الله تعالى آدم عليه‌السلام إلى الأرض من الجنة كان رأسه فى السماء ورجلاه فى الأرض ، وهو مثل الفلك (٣) من رعدته.

    قال : فطأطأ الله ـ تعالى ـ منه إلى ستين ذراعا ، فقال : يا رب ، ما لى لا أسمع أصوات ملائكتك ولا حسهم؟ قال الله تعالى : خطيئتك يا آدم ، ولكن اذهب فابن لى بيتا وطف به واذكرنى حوله كنحو ما رأيت الملائكة تصنع حول عرشى. قال : فأقبل آدم ـ عليه‌السلام ـ يتخطا ، فطويت له الأرض ، وقبضت له المفازة ، فصار كل مفازة يمر بها خطوة ، وقبض له ما كان من مخاض أو بحر ، فجعل له خطوة ، ولم يقع قدمه فى شىء من الأرض إلا صار عمرانا وبركة ، حتى انتهى إلى مكة ، فبنى البيت الحرام ، وإن جبريل ـ عليه‌السلام ـ ضرب بجناحه الأرض ، فأبرز عن أسّ ثابت فى الأرض السفلى ، فقذفت فيه الملائكة الصخار كل صخرة منها ما تطيق ثلاثون رجلا ، وإنه بناه من خمسة أجبل : من لبنان ، وطور زينا ،

    __________________

    (١) ينظر عن ذلك : أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٥.

    (٢) سرنديب : هى جزيرة سيلان حاليا.

    (٣) الفلك : قيل : موج البحر المضطرب ، وقيل : أراد فلكة المغزل حال دورانها (سبل الهدى والرشاد ١ / ١٧٢).