• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأول

  • فى ذكر فضيلة مكة وما ورد فيها من الأخبار والأحاديث والآيات وحكايات الصالحين
  • القسم الثانى

  • فى ذكر فضيلة المدينة وزيارة قبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يضاف إليها
  • فأما بركته : ففيه تغفر الذنوب ، وتضاعف الحسنات ، ويأمن من دخله.

    وقيل : مباركا ، أى : كثير الخير لمن حجه واعتمره أو اعتكف عنده أو طاف حوله.

    وقوله : (هُدىً لِلْعالَمِينَ) أى : متعبدهم وقبلتهم ، وفى معنى الهدى هاهنا أربعة أقوال :

    أحدها : أنه بمعنى القبلة فتقديره : وقبلة للعالمين.

    والثانى : أنه بمعنى المرحمة.

    والثالث : أنه بمعنى الصلاح ؛ لأن من قصده صلح حاله عند ربه.

    والرابع : أنه بمعنى البيان والدلالة على الله تعالى بما فيه من الآيات التى لا يقدر عليها غيره ؛ حيث يجتمع الكلب والظبى فى الحرم ، فلا الكلب يهيج الظبى ، ولا الظبى يستوحش منه.

    قوله : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) أي : دلالات ظاهرة من بناء إبراهيم ، وأن الله عظمه وشرفه.

    قال المفسرون (١) : الآيات فيه كثيرة ، منها : مقام إبراهيم. ومنها : أمن من دخله.

    ومنها : امتناع الطير من العلو عليه. واستشفاء المريض به. وتعجيل العقوبة لمن انتهك حرمته. وإهلاك أصحاب الفيل لما قصدوا تخريبه ... إلى غير ذلك.

    قال أبو يعلى : والمراد بالبيت هاهنا الحرم كله ؛ لأن هذه الآيات موجودة فيه ، ومقام إبراهيم ليس فى البيت.

    قوله : (مَقامِ إِبْراهِيمَ) قيل : عطف بيان على آيات ، وبين الجمع بالواحد ؛ لاشتماله على آيات أثر قدميه الشريفتين فى الصخرة وبقاؤه وحفظه مع كثرة أعدائه من المشركين وذلك دليل على قدرة الله تعالى وصدق إبراهيم عليه‌السلام.

    وقيل : الآيات تزيد على ذلك لكنه تعالى طوى ذكر غيرها دلالة على تكاثر الآيات.

    __________________

    (١) تفسير الكشاف ١ / ٤٤٨.