• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأول

  • فى ذكر فضيلة مكة وما ورد فيها من الأخبار والأحاديث والآيات وحكايات الصالحين
  • القسم الثانى

  • فى ذكر فضيلة المدينة وزيارة قبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يضاف إليها
  • علىّ مرة صلّى الله عليه بها عشرا» (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسليما كثيرا.

    فصل : وأما السفر إلى عسقلان فى هذه الأوقات فليس مشروعا ولا واجبا ولا مستحبا ، ولكن عسقلان كان لسكناها وقصدها فضيلة لما كانت ثغرا للمسلمين يقيم بها المرابطون فى سبيل الله ؛ فإنه قد ثبت فى صحيح مسلم عن سلمان عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «رباط يوم وليلة فى سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطا مات مجاهدا وأجرى عليه عمله وأجرى عليه رزقه من الجنة وأمن الفتّان» (٢).

    وقال أبو هريرة : لأن أرابط فى سبيل الله أحبّ إلى من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود.

    وكان أهل الخير والدين يقصدون ثغور المسلمين للرباط فيها ، ثغور الشام كعسقلان وطرسوس وجبل لبنان وغيرها ، وثغور مصر كالاسكندرية وغيرها ، وثغور العراق كعبدان وغيرها ، فما خرب من هذه البقاع ولم يبق بيوتا كعسقلان لم يكن ثغورا ولا فى السفر إليه فضيلة ، وليس فيه أحد من الصالحين المتبسعين الشريعة الإسلام ولكن فيه كثير من الجن ، وهم رجال الغيب الذين يرون أحيانا فى هذه البقاع ، قال تعالى : (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً)(٣).

    وكذلك الذين يرون الخضر (٤) أحيانا : هو جنى رآه ، وقد رآه غير واحد ممن أعرفه وقال : إننى الخضر ، وكان ذلك جنيا لبس على المسلمين الذى رأوه ، وإلا فالخضر الذى كان مع موسى ـ عليه‌السلام ـ مات ، ولو كان حيا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لوجب عليه أن يأتى إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويؤمن به ويجاهد معه ؛ فإن

    __________________

    (١) أخرجه : مسلم (الصلاة) ٣٨٤ ، الترمذى (المناقب) ٣٦١٤ ، النسائى (الأذان) ٦٧٨ ، أبو داود (الصلاة) ٥٢٣.

    (٢) أخرجه : مسلم (الإمارة) ١٩١٣ ، الترمذى (الجهاد) ١٦٦٥ ، النسائى (الجهاد) ٣١٦٧.

    (٣) سورة الجن : آية ٦.

    (٤) وقال ابن القيم : الأحاديث التى يذكر فيها الخضر وحياته : كلها كذب ، ولا يصح فى حياته حديث واحد. وانظر : «المنتظم» ١ / ٣٥٧ ، و «الزهر النضر» لابن حجر.