• الفهرس
  • عدد النتائج:

وقول الشريف الرّضي :

أرسى النّسيم بواديكم ولا برحت

حوامل المزن في أجداثكم تضع (١)

ولا يزال جنين النّبت ترضعه

على قبوركم العرّاضة الهمع

والمرسل ما ذكرت أداته ، كقوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) [البقرة : الآية ١٧] ، وقوله عز وجل : (عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) [الحديد : الآية ٢١] ، وقول امرىء القيس :

وتعطو برخص غير شثن كأنّه

أساريع ظبي أو مساويك إسحل (٢)

وقول البحتري :

وإذا الأسنّة خالطتها ؛ خلتها

فيها خيال كواكب في الماء (٣)

إلى ذلك كما تقدم. وأما باعتبار الغرض فإما مقبول ، أو مردود.

المقبول : الوافي بإفادة الغرض ؛ كأن يكون المشبه به أعرف شيء بوجه الشبه ، إذا كان الغرض بيان حال المشبه من جهة وجه الشبه ، أو بيان المقدار.

ثم الطرفان في الثاني إن تساويا في وجه الشبه ؛ فالتشبيه كامل في القبول ، وإلا فكلما كان المشبه به أسلم من الزيادة والنقصان ؛ كان أقرب إلى الكمال. أو كأن يكون المشبه به أتمّ شيء في وجه الشبه ؛ إذا قصد إلحاق الناقص بالكامل.

أو أن يكون المشبه به مسلّم الحكم معروفه عند المخاطب في وجه الشبه ؛ إذا كان الغرض بيان إمكان الوجود.

والمردود بخلاف ذلك ، أي : القاصر عن إفادة الغرض.

__________________

(١) البيتان من البسيط ، ولم أجدهما في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٢) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٧ ، وجمهرة اللغة ص ٣٦٣ ، ٥٤٣ ، وحاشية يس ٢ / ٨٥ ، وشرح المفصل ٦ / ٩٢ ، ٧ / ١٤٤ ، ولسان العرب (سرع) ، (سحل) ، (شثن) ، (ظبا) ، والمصنف ٣ / ٥٨ ، وتاج العروس (سحل) ، (شثن) ، (ظبا).

(٣) البيت من الكامل ، ولم أجده.