• الفهرس
  • عدد النتائج:

وفي الحديث قول «عمر بن الخطاب» رضي‌الله‌عنه : «كنت وجار لي من الأنصار» (١) ومن ذلك ما حكاه «سيبويه» من قولهم : (مررت برجل سواء والعدم). فـ «سواء» صفة لرجل ، وهو بمعنى مستو ، وفيه ضمير مستتر عائد على «رجل» ، والعدم : معطوف على ذلك الضمير المستتر.

ومن ذلك قول «عمر بن أبي ربيعة المخنومي» (٢) :

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسّفن رملا

فقوله : «وزهر» معطوف على الضمير المرفوع المستتر في «أقبلت» ، وتقديره «هي».

وقول «جرير بن عطية» (٣) يهجو «الأخطل التغلبي» :

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

ما لم يكن وأب له لينالا

فقوله : «أب» معطوف بالواو على الضمير المرفوع المستتر في «يكن» ، وتقديره «هو» يعود إلى «الأخيطل».

والبصريون يحملون جميع ذلك على الضرورة ، وهذا لا يجمل الأخذ به ، لأن في الشواهد المذكورة ما ليس بشعر. وعلى هذا يكون مذهب الكوفيين في هذه المسألة أقوم حجة ، وأظهر دليلا من مذهب البصريين. كما قال «محمد محي الدين عبد الحميد». وهذا يقاس عليه عند الكوفيين ، خلافا للبصريين.

__________________

(١) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب المظالم ـ باب الغرفة والعلّيّة المشرفة وغير المشرفة في السّطوح وغيرها) ٣ : ١٠٣.

(٢) ديوانه : ٣٤٠ ، «النعاج» : المها.

(٣) ديوانه : ٣٦٢.