• الفهرس
  • عدد النتائج:

قال أبو بكر : وهو عندي لا يجوز البتة بوجه من الوجوه شعر ينشدونه يجعلون فيه الألف التي هي بدل من التنوين بمنزلة هاء التأنيث فيظهرون الياء قبلها كما يقولون : شقاية وشقاوة ، وذلك قوله :

إذا ما المرء صمّ فلم يكلّم

وأعيا سمعه إلا ندايا

ولاعب بالعشي بني بنيه

كفعل الهرّ يلتمس العظايا

يلاعبهم وودوا لو سقوه

من الذّيفان مترعة إنايا

فأبعده الإله ولا يؤتى

ولا يعطّى من المرض الشّفايا

قال أبو العباس : فمن أجاز هذا فلا ضرورة له في إجازته إلّا الرواية وهو أحقّ كلام بالرفع وأولى قول بالردّ وإنّما حقّ هذا الشعر أن يكون مهموزا فيقول : ولا يعطّى من المرض الشّفاء وكذلك العظاء وأعيا سمعه إلا النداء ومن ذلك إبدال الهمزة في الموضع الذي لا يقوم فيه الشعر بتحقيقه ولا تخفيفه ، فإن كان مفتوحا جعل ألفا ، وإن كان مكسورا جعل ياء ، وإن كان مضموما جعل واوا نحو قول الفرزدق :

راحت بمسلمة البغال عشيّة

فأرعى فزارة لا هناك المرتع

وقال حسان بن ثابت :

سالت هذين رسول الله فاحشة

ضلّت هذيل بما قالت ولم تصب

وقال زيد بن عمرو بن نفيل :

سالتاني الطّلاق إن رأتاني

قلّ مالي قد جئتماني بنكر

فهذان ليس من لغتهما (سلت أسأل وسلت أسال) لغة من غير هذا الأصل (كخفت أخاف) في التقدير والوزن ليس من أصل الهمزة ويقول : هم يتساولان كقولك : يتقاولان ومن الهمزة المبدلة للضرورة :

لا يرهب ابن العمّ متى صولتي

ولا أختتي من صولة المتهدّد

وإنّما يقال : (اختتأت) إذا استترت من خضوع وفرق.