• الفهرس
  • عدد النتائج:

أما الأول : وهو النكرة المفردة : فنحو ما خبرتك من قولك : لا رجل عندي ولا رجل في الدار ولا صاحب لك و (لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ) [التوبة : ١١٨] ولا صنع لزيد ولا رجل ولا شيء تريد : لا رجل في مكان ولا شيء في زمان وتقول : لا غلام ظريف في الدار.

فقولك : ظريف خبر وقولك : في الدار خبر آخر ، وإن شئت جعلته لظريف خاصة ومن ذلك قول الله عز وجل : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) [هود : ٤٣].

وقال : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة : ١ ـ ٢] ، وأما قول الشاعر :

لا هيثم الليلة للمطّي (١)

فإنه جعله نكرة أراد لا مثل هيثم ومثل ذلك : لا بصر لكم.

وقال ابن الزبير الأسدي :

أرى الحاجات عند أبي خبيب

نكدن ولا أميّة في البلاد

__________________

معنى الإضافة (ـ لا أبالك)). فالمضاف نحو : " لا ناصر حق محذول" والشّبيه بالمضاف نحو" لا كريما أصله سفيه"" لا حافظا عهده منسيّ"" لا واثق بالله محذول" ف" لا" في الجميع نافيه للجنس ، وما بعدها اسمها وهو منصوب بها ، والمتأخّر خبرها.

ويقول سيبويه : واعلم أنّ" لا" وما عملت فيه في موضع ابتداء كما أنّك إذا قلت : هل من رجل ، فالكلام بمنزلة اسم مرفوع مبتدأ. انظر معجم القواعد ٤ / ٢٤.

(١) على أن" لا" النافية للجنس لا تدخل على العلم ، وهذا مؤوّل إمّا بتقدير مضاف وهو مثل ، وإمّا بتأويل العلم باسم الجنس. وقد بيّنهما الشارح المحقّق.

وقد أورده صاحب الكشّاف عند قوله تعالى : "فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً" على أنّه على تقدير مثل ملء الأرض ، فحذف مثل كما حذفت من لا هيثم اللّيلة.

قال الفاضل اليمنيّ : وقد اعترض هذا بوجهين : أحدهما : التزم العرب تجرّد الاسم المستعمل عن الألف واللام ، ولم يجوّزوا قضية ولا أبا الحسن ، كما جوّزوا ولا أبا حسن ، ولو كانت إضافة مثل منويّة لم يحتج إلى ذلك.

والثاني : إخبار العرب عن المستعمل ذلك الاستعمال بمثل. انظر خزانة الأدب ١ / ٤٨٠.