• الفهرس
  • عدد النتائج:

ومرة يحميهم إذا ما تبدّدوا

ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا (١)

قال سيبويه : كأنه قال : فكفى بك فارسا وإنما يريد : كفيت فارسا ودخلت هذه الباء توكيدا ومن ذلك قول الأعشى :

فأبرحت ربّا وأبرحت جارا ... (٢)

ومثله : أكرم به رجلا.

وإذا كان في الأول ذكر منه حسن أن تدخل (من) توكيدا لذلك الذكر تقول : ويحه من رجل ولله در زيد من فارس وحسبك به من شجاع ولا يجوز : عشرون من درهم ولا هو أفرههم من عبد ؛ لأنه لم يذكره في الأول ومعنى قولهم : ذكر منه أن رجلا هو الهاء في ويحه.

وفارس هو زيد والدرهم ليس هو العشرون والعبد ليس هو زيد ولا الأفره ؛ لأن الأفره خبر زيد.

__________________

(١) وذلك قولك : " ويحه رجلا" وأنت تريد الثناء عليه. و" لله درّه رجلا" و" حسبك به من فارس ، ومثل ذلك قول العباس بن مرداس :

ومرّة يحميهم إذا ما تبدّدوا

ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا

(يمدح مرة بأنه إذا تبدّدت الخيل في الغارة ردّها وحماها ، ويطعنهم شزرا : الشّزر : ما كان في جانب وهو أشّد ، وأبرحت : تبيّن فضلك كما يتبيّن البراح من الأرض ، والشاهد : فارسا وهو منصوب على التمييز) فكأنّه قال : فكفى بك فارسا.

ومن ذلك قول الأعشى :

تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل

فأبرحت ربّا وأبرحت جارا

(فأبرحت ربّا وأبرحت جارا تمييز والمعنى : ظهرت وتبيّنت ربّا وجارا)

ومثله : " أكرم به رجلا". انظر معجم القواعد العربية ٤ / ٤١.

(٢) انظر معجم القواعد العربية ٤ / ٤١.