• الفهرس
  • عدد النتائج:

باب كسر ألف إن وفتحها

ألف إن تكسر (١) في كل موضع يصلح أن يقع فيه الفعل والابتداء جميعا ، وإن وقعت في موضع لا يصلح أن يقع فيه إلا أحدهما لم يجز لأنها إنما تشبه فعلا داخلا على جملة وتلك الجملة

__________________

(١) يجوز كسر همزة" إن" وفتحها في تسعة مواضع :

(١) أن تقع بعد فاء الجزاء نحو : (مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الآية : ٥٤ سورة الأنعام) قرئ بكسر" إن" وفتحها ، فالكسر على معنى : فهو غفور رحيم ، والفتح على تقدير أنها ومعموليها مفرد خبره محذوف ، أي فالغفران والرّحمة حاصلان.

(٢) أن تقع بعد" إذا" الفجائية كقول الشاعر وأنشده سيبويه :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم

(" أرى" بضم الهمزة : بمعنى أظن يتعدى إلى اثنين و" الهّهازم" جمع لهزمة بكسر اللام : طرف الحلقوم فكسر" إن" على معنى" فإذا هو عبد القفا" والفتح على معنى" فإذا العبودية" أي حاصلة.

(٣) أن تقع في موضع التّعليل ، نحو : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ) أءنه (قرأ نافع والكسائي بفتح" أن" على تقدير لام العلة ، وقرأ الباقون بالكسر ، على أنه تعليل مستأنف) (هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الآية : ٢٨ سورة الطور) ومثله قوله تعالى : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (الآية : ١٠٣ سورة التوبة) ومثله" لبّيك إأنّ الحمد والنّعمة لك" بفتح" إن" وكسرها.

(٤) أن تقع بعد فعل قسم ، ولا لام بعدها كقول رؤبة :

أو تحلفي بربّك العليّ

إأنّي أبو ذيّالك الصّبيّ

يروى بكسر" إأنّ" وفتحها ، فالكسر على الجواب للقسم (والبصريون يوجبونه) والفتح بتقدير" على أني" و" أنّ" مؤوّلة بمصدر عند الكسائي والبغداديين.

(٥) أن تقع خبرا عن قول ، ومخبرا عنها بقول (المراد من القول الأول : لفظ القول والمراد بالثاني : أن اللفظ مما يقال قولا مثلا : ، " إني أحمد الله" فإنها تقال قولا عملا ، بخلاف" إني مؤمن" فالإيمان تصديق بالقلب لا قول باللفظ.) ، والقائل واحد ، نحو" قولي أإني أحمد الله" بفتح إنّ وكسرها فإذا فتحت فعلى مصدرية" قوليط؟؟

أي قولي حمداص؟؟ لله ، وإذا كسرت فعلى معنى المقول ، أي" مقولي إني أحمد الله" فالخبر على الأول : مفرد ، وعلى الثاني جملة مستغنية عن العائد لأنها نفس المبتدأ في المعنى.

ولو انتفى القول الأوّل وجب فتحها نحو" عملي أنّي أحمد الله" ولو انتفى القول الثاني وجب كسرها نحو" قولي إني مؤمن". فالقول الثاني" إني مؤمن" والإيمان لا يقال ؛ لأنه عقيدة في القلب.