• الفهرس
  • عدد النتائج:

«وغير زمانيّة» نحو : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) [التوبة / ١٢٨] ، أى عنتكم ، (ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) [التوبة / ١١٨] ، أي برحبها ، وتوصل الأولى في الغالب بفعل ماض اللفظ مثبت ، كما مرّ ، أو مضارع منفيّ بلم كقوله [من الطويل] :

١٠٤٦ ـ ولم يلبث الجهال أن يتهضموا

أخا العلم ما لم يستعن مجهول (١)

وندر قوله [من الوافر] :

١٠٤٧ ـ نطوّف ما نطوّف ثمّ نأوي

ذوو الأموال منّا والعديم (٢)

ولا يجوز كونها فيه غير زمانيّة ، لأنّه يلزم عليه أن تكون هي وما بعدها مفعولا مطلقا ، ولم يثبت ذلك ، وتوصل الثانية بفعل متصرّف غير أمر ، والأكثر كونه ماضيا ، وشذّ قوله [من الطويل] :

١٠٤٨ ـ ...

بما لستما أهل الخيانة والغدر (٣)

والأصحّ وصلها مطلقا بجملة اسميّة وفاقا للسيرافيّ والأعلم وابن خروف وابن مالك كقوله [من الكامل] :

١٠٤٩ ـ واصل خليلك ما التواصل ممكن

فلأنت أو هو عن قريب ترحل (٤)

وقوله [من البسيط] :

١٠٥٠ ـ ...

كما دماؤكم تشفى من الكلب (٥)

جعل الجمهور ما في هذا كافّة ، قال ابن مالك : والحكم عليها بالمصدريّة أولى ، لأنّها إذا كانت مصدريّة كانت هي وصلتها في موضع جرّ ، فلم يصرف شيء عمّا هو له ثابت بخلاف الحكم بأنّ ما كافّة. وزعم السهيليّ أنّ صلة ما لا بدّ أن يكون فعلا غير خاصّ ، بل مبهما يحتمل التنويع ، نحو : ما صنعت ، ولا تقول : ما جلست ، ولا ما تجلس ، لأنّ الجلوس نوع خاصّ ، ليس مبهما ، فكأنّك قلت : يعجبنى الجلوس الّذي جلست ، فيكون آخر الكلام مفسّرا بأوّله رافعا للإبهام ، فلا معنى حينئذ لها ، وردّ بقوله تعالى : (آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ) [البقرة / ١٣] ، (ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) [التوبة / ١١٨] ، وقول الشاعر [من الوافر] :

١٠٥١ ـ يسرّ المرء ما ذهب الليالي

وكان ذهابهنّ له ذهابا (٦)

__________________

(١) لم يذكر قائلة.

(٢) هو للبرج بن مسهر الطائيّ. اللغة : طوّف حوله ، وبه ، أو عليه وفيه تطويفا وتطوافا : مبالغة فى طاف بمعنى دار وحام ، نأوي : نترل أو نرجع ، العديم : الفقير.

(٣) صدره «أليس أميرى في الأمور بانتما» ، وهو بلا نسبة.

(٤) ما وجدت البيت.

(٥) صدره «احلامكم لسقام الجهل شافية» ، وهو للكميت بن زيد.

(٦) لم يذكر قائله.