• الفهرس
  • عدد النتائج:

ومثله قول الأخر [من الطويل] :

٢٨٦ ـ يقولون هذا عندنا ليس ثابتا

ومن أنتم حتى يكون لكم عند (١)

«ولدى» ، نحو : (لَدَى الْبابِ) [يوسف / ٢٥] ، (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) [ق / ٣٥] ، وهي بمعنى عند ، لكن عند أمكن منها من وجهين : أحدهما أنّها تكون ظرفا للأعيان والمعاني ، نحو : عندي مال ، وهذا القول عندي صحيح ، ويمتنع الثاني في لدي ، ذكره ابن الشجرى في أمإليه ومبرمان (٢) في حواشيه. والثاني أنّك تقول : عندي مال وإن كان غائبا ، ولا تقول ، لديّ مال ، إلا إذا كان حاضرا ، قاله الحريرى وأبو هلال العسكريّ (٣) وابن الشجرى ، قال ابن هشام : وزعم المعريّ أنّه لا فرق بين لدي وعند ، وقول غيره أولى ، انتهى. وتعامل ألفها معاملة ألف إلى وعلى ، فتسلم مع الظاهر ، وتقلب ياء مع المضمر غالبا ، وقد يقال : لداكم.

«وسوى» نحو سوى زيد وسواك ، وسيأتي الكلام عليها في بحث المستثنى إن شاء الله تعالى.

تنبيه : استعمل بعضهم سوى مقطوعة عن الإضافة ، وممّن استعملها كذلك الخزرجيّ (٤) في منظومة العروضية ، فقال : تؤلّف من جزئين فرعين لا سوى وعند النّحويّين لها فيما يلزم الإضافة يقتضي منعه ، فتدبّ.

أو حال كونه «ظاهرا فقط» أي فحسب ، «وهو أولو» بمعنى أصحاب ، اسم جمع لا واحد له من لفظه بل من معناه ، وهو ذو ، قال الله تعالى : (نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ) [النمل / ٣٣].

«وذو» الدال على صحبة ، ولا ذو الموصولة ، نحو قوله تعالى : (وَذَا النُّونِ) [الأنبياء / ٨٧] ، «وفروعها» ، نحو و (أُولاتُ الْأَحْمالِ) [الطلاق / ٤] ، و (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ) [الطلاق / ٦] ، (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ) [الطلاق / ٢] ، (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال / ١] ، (ذَواتا أَفْنانٍ) [الرحمن / ٤٨] ، (ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) [سباء / ١٦]. ولا يضافان إلا إلى ظاهر اسم جنس ، ونعني به ما يقابل الصفة ، فلا يقال : جاءني رجال

__________________

(١) لم اهتد على هذا البيت.

(٢) محمد بن على أبو بكر المعروف بمبرمان ، كان قيّما بالنحو ، له من التصانيف ، شرح شواهد سيبويه ، شرح كتاب الأخفش ، النحو المجموع على العلل ، مات سنة ٣٤٥ ه‍ ق. بغية الوعاة ، ١ / ١٧٧.

(٣) الحسن بن عبد الله أبو هلال العسكري صاحب الصناعتين ، كان موصوفا بالعلم والفقه والغالب عليه الأدب والشعر ، له من التصانيف : كتاب صناعتي النظم والنثر ، التخليص في اللغة ، جهرة الامثال و... توفّي بعد سنة ٣٩٥ ه‍ ق. المصدر السابق ص ٥٠٦.

(٤) أحمد بن مسعود الحزرجيّ ، كان إماما في التفسير والنحو واللغة والعروض ، له تاليف حسان وشعر رائق ، الأعلام للزركلي ، ١ / ٢٤١.