• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • المبحث الأول

  • في إمامة المذهب

  • والمعنى المذكور لا يناسب مقام النبوة ، وإنما ذلك من شأن أهل الدنيا ، وأيضا ينافيه الآيات الكثيرة كقوله تعالى : ( ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله ) فلو كان خاتم الأنبياء طالبا للأجر لزم أن تكون منزلته أدنى من سائر الأنبياء ، وهو خلاف الإجماع » (١).

    فهذه شبهات أعلام القوم في هذا المقام ، فلنذكر الشبهات بالترتيب ونتكلّم عليها :

    ١ ـ سورة الشورى مكية والحسنان غير موجودين :

    ولعل هذه أهم الشبهات في المسألة ، وهي الأساس ... ونحن تارة نبحث عن الآية المباركة بالنظر إلى الروايات ، وأخرى بقطع النظر عنها ، فيقع البحث على كلا التقديرين.

    أما على الأول : فإن الآية المباركة بالنظر إلى الروايات المختلفة الواردة ـ سواء المفسرة بأهل البيت ، أو القائلة بأنها نزلت بمناسبة قول الأنصار كذا وكذا ـ مدنية ، ولذا قال جماعة بأن سورى الشورى مكية إلا الآيات :

    قال القرطبي : « سورة الشورى مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس وقتادة : إلا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) إلى آخرها » (٢).

    وقال أبو حيان : « قال ابن عباس : مكية إلا أربع آيات ، من قوله

    __________________

    (١) التحفة الاثنا عشرية : ٢٠٥.

    (٢) تفسير القرطبي ١٦ | ١.