• الفهرس
  • عدد النتائج:

من مكة الى المدينة / امام مائة الف او يزيدون وهم عظم المسلمين الذين استنفرهم للحج معه. وقد امتلأت الفترة الزمنية بين حديث الدار وحديث الغدير وهي فترة عشرين سنة باحاديث في هذه المناسبة او تلك تؤكد ذلك بشكل واخر ،

وقد اقترن ذلك بتربي علي في حجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله منذ ولادته في بيت ابيه يوم كان النبي يعيش هناك بكفالة عمه ، ثم اصطحبه معه في بيته بعمر ست سنوات لما تزوج واستقل عن عمه ثم اصحبه في هذا العمر الى غار حراء يرفع له في كل يوم من اخلاقه علما ، وعندما كلفه الله نبيه بارسالة كان علي الى جنبه وقد سمع رنة الشيطان وسأل النبي عنها فأجابه انه الشيطان قد يئس من عبادته واخبره انه منه بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعده ،

وكان علي في مكة يكتب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله القرآن وبهامشه تفسيره وفي المدينة كان بيته مع امه فاطمة بنت اسد في المسجد بجوار بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع ابنته فاطمة عليها‌السلام ، وله مع النبي لقاءان يوميا احدهما بعد صلاة الفجر والاخر بعد المغرب يواصل فيه املاءه في تفسير القرآن ويضيف اليه املاءه في الاحكام والسيرة والملاحم وقد عرف المسلمون جميعا خبر هذه اللقاءات يوم عقد النبي بعضها مع علي في ايام حصار الطائف وعرفت يومذاك بالمناجاة قال جابر : انتجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً يوم الطائف فطالت مناجاتُه إيّاه. فقيل له : لقد طالت مناجاتك اليوم عليّاً؟ فقال : ما أنا ناجيتُه ولكنّ الله انتجاه (١) أي الله تعالى امرني ان انتجيه وليس هو عمل من تلقاء نفسي والمعنى امرني الله تعالى ان انفرد بعلي واسر اليه بالحديث امامكم.

وقد كتب علي في هذه اللقاءات : الصحيفة الجامعة طولها سبعون ذراعا فيها كل شيء مما يحتاج اليه من الاحكام وصحفا اخرى كتب فيها الملاحم والتفسير ثم صارت ميراثا له وللائمة من ولده عليه‌السلام.

وهذا اللصوق لعلي بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل سيرة علي عليه‌السلام مدمجة مع سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا يذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الا والى جانبه علي كما هو حال سيرة موسى لا يذكر فيها موسى الا

__________________

(١) ابن الأثير ، جامع الأصول ج ٩ ص ٤٧٤ والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٥٦٤ ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٥٦. والنجوى في الحديث : الاسرار به لفرد او لجماعة.