فتنة التحكيم
لكنما « الخوارجُ » الجهّالُ |
| تمردوا ونهجُهم ضلالُ (١) |
وصرخوا نحن نريد الحَكَما |
| من العراق حيث تحقنُ الدما |
« الاشعريَّ » شيخنا الكبيرا |
| والقاضيَ المجرّبَ الأميرا |
فرفض الإمام رأي الناسِ |
| ورشّح ابنَ عمه العباسِ |
لكن أبى الخوارجُ العتاةُ |
| وارتفعت بالهرج الأصواتُ |
وسُلّتِ السيوف قائلينا : |
| لابد ان ترضى بما رضينا |
فسكت الإمامُ خوفَ الفتنه |
| ولم يجب رغم عظيم المحنه |
وجاء أهلُ الشام بابن العاصِ |
| يرون فيه منفذ الخلاصِ |
__________________
(١) كانت حلقات المأساة تتلاحق واحدة تلو أخرى ، فبعد خدعة رفع المصاحف ، تمَّ الإتفاق على التحكيم ، بأن يرشح كل جيش مندوباً عنه للتفاوض ، فرشح معاوية رجله وعقله المراوغ عمرو بن العاص ، ورشح الامام علي عليهالسلام ابن عباس ، لكن جيشه رفض هذا الترشيح وأصر على ترشيح أبي موسى الأشعري ، وهو رجل ضعيف الرأي ، وقد هددوا الإمام بالقتل إن لم يستجب لرأيهم فاضطر الى القبول على مضض ، وهو يعلم تمام العلم خطأ هذه الخطوة وخطورتها ، لكنه كان يريد حفظ الصف ما استطاع الى ذلك سبيلا.
ووقف الحكمان أمام الناس لإعلان ما اتفقا عليه في منطقة تسمى « وادي الجندل » فإذا هي خدعة ثانية ، فقد خدع ابن العاص ، الأشعري وجعله يعلن خلع الإمام علي ، بينما أثبت هو معاوية ، فنزل الأشعري نادماً ، لكنه ندم لا يصحح خطأ ولا يجدي نفعاً ، فلقد وقع المحذور وإزدادت الفتنة تأججا.