• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله  41
  • 4 / الدروس الأخلاقيّة القوليّة لأهل البيت عليهم‌السلام  
  • 5 / مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام الأخلاقيّة  
  • الفهرس
  • عمر بن الخطّاب ، فهو تجسّر أوضح من الأوّل ، غير أنّ الأوّل كان نهياً عن المنكر بزعمه وهذا أمرٌ بالمعروف حيث حرّض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الخروج إلى صلاة العشاء ، وهذا لعمري عجيب من عمر .

    ألم يسمع قول الله تبارك وتعالى في سورة الحجرات : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ )(١) .

    ألم يسمع قول الله تبارك وتعالى في أوّل السورة : ( لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )(٢) .

    وقد تقدّم في مطاعن أبي بكر في باب رفع أبي بكر وعمر أصواتهما عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى نزل النهي أنّهما قد رفعا أصواتهما عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أن يستعمله على قومه ، وأشار الآخر برجلٍ آخر فتماريا حتّى ارتفعت أصواتهما ونزل النهي .

    ( وأمّا أخذ عمر العذق ) في الرواية الثالثة وضرب به الأرض حتّى تناثر البُسر نحو وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقوله له إنّا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ، فهو تجسّر على الله ورسوله جميعاً لا على الرسول فقط ، وتحقير لنعمة الله جلّ وعلا ، فكأنّ البسر كان في نظره شيئاً حقيراً هيّناً لا يعتدّ به فقالَ في حقّه ما قال .

    وهو ممّا يدلّ على جهله وقلّة علمه مضافاً إلى تجسّره وعدم كونه شاكراً خاضعاً لأنعم الله تعالى ( ولكن الذي ) يهوّن الخطب في هذا كلّه أنّ الذي يتجسّر على رسول الله ويقول للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند مماته حين قال : « ائتوني بكتابٍ أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده » إنّه يهجر ، أو غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا أو حسبنا

    __________________________________

    (١) سورة الحجرات : ٤ .

    (٢) سورة الحجرات : ٢ .