وعموده وذروه سنامه (١).

واحذر يا أسامة دعاء عباد الله أنهكوا الأبدان وصاحبوا الأحزان وأزالوا (٢) اللحوم وأذابوا الشحوم وأظمأوا الكبود وأحرقوا الجلود بالأرياح والسمائم حتى غشيت منهم الابصار شوقا الواحد القهار فإن الله إذا نظر إليهم باهى بهم الملائكة وغشاهم بالرحمة بهم يدفع الله الزلازل والفتن.

ثم بكى رسول الله (ص) حتى علا بكاؤه واشتد نحيبه وزفيره وشهيقه وهاب القوم ان يكلموه فظنوا لأمر قد حدث من السماء.

ثم إنه رفع رأسه فتنفس الصعداء ثم قال :

اوه اوه بؤسا لهذه الامه ما ذا يلقى من أطاع الله كيف يطردون ويضربون ويكذبون اجل انهم أطاعوا الله فأذلوهم بطاعة الله.

إلا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله ويحبون من عصى الله.

فقال عمر : يا رسول الله والناس يومئذ الاسلام؟

قال وأين الاسلام يومئذ يا عمر ان المسلم يومئذ كالغريب الشريد ذلك زمان يذهب فيه الاسلام ولا يبقى إلا اسمه ويندرس (٣) فيه القرآن فلا يبقى إلا رسمه.

قال عمر : يا رسول الله وفيما يكذبون من أطاع ويطردونهم ويعذبونهم؟

فقال : يا عمر ترك القوم الطريق وركنوا إلى الدنيا ورفضوا الآخرة واكلوا الطيبات ولبسوا الثياب المزينات وخدمتهم أبناء فارس والروم فهم يغتذون (٤) في طيب الطعام ولذيذ الشراب وزكى الريح ومشيد البنيان ومزخرف البيوت ومجد (٥) المجالس (٦) يتبرج الرجل منهم كما تتبرج الزوجة لزوجها وتتبرج

__________________

١ ـ عنه في المستدرك : ١ / ١٨٣ ح ٣٢.

٢ ـ أهزلوا / خ.

٣ ـ يدرس / خ.

٤ ـ في المستدرك : يعبدون.

٥ ـ في المستدرك : منجدة.

٦ ـ من قوله : ترك القوم الطريق الى هنا في المستدرك : ١ / ٢٤٦ ح ٢.