أعيته حمّى الهوى ، والشوق أجهدهُ

وكعبة النحر أدمت قلبه وَلَعا

صلّى وراء مقام العشق منتظرًا

وعد الظهور ، وعهداً مبرماً قُطعا

ولاذ بالركن تغلي في جوانحه

مشاعرٌ تصهر الأحشاء والضِّلَعا

من الصفا .. واشتعالُ الوجد يحرقه

لمروة الوصل .. لبّى ربّه ، وسعىٰ

وتابع الشوط ، والمشعوقُ قبلته

فكلما سار .. زاد الشوط واتسعا

وخلفه الشعب جرح نازف خضلٌ

وموطن مُزقت أشلاؤه طمعا

وبين جنبيه آمال يهدهدها

وفي حناياه كون أكبرٌ جُمعا

: ضميره ، وارتعاشُ الدفق في دمه

ونفسُه ، وفؤادٌ واجف ضرعا

ناجى الإله بطرف خاشع دَمَعا

واستقبل البيت من فوق الصفا ودعا

يا زمزم الغيث كم أربيتِ هامدةً

فأينعت مكةٌ .. سهلاً ومرتَفَعا

ويا منى القصد ، لم يقصدك ذو تَرَبٍ

إلّا رددتيه ميسوراً ومقتنعا