ثم يشرح لنا سبب حزنه وثوران عاطفته في واقعة الطف فيقول :
أشد على نفسي إذا ما ذكرتهم |
| مماتهم عطشى القلوب سواغبا |
ملاعبهم ما بين مشتبك القنا |
| كفى المجد أهليه بذاك ملاعبا |
ثم يدفعه عجزه بل ألمه إلى ألإسصراخ بالمهدي المنتظر عليهالسلام فيقول :
ياصاحب الكرة الغراء أرقبها |
| النصر يقدمها والبشر يعقبها |
تقرُّ منا عيونا طالما قذيت |
| وأنفسا طال في الدنيا تغربها |
ثم يعلن لنا رأيه في نهج البلاغة ، وهو غريب في بابه لم أره في كتب الشيعة ولم أسمعه قبل هذا من فم أحدهم ، والشعراء يقولون بما يشعرون ، فيقول :
هذا الكتاب كتاب ألله أنزله |
| على لسان علي أفصح العرب |
أخو الكتاب الذي جاء النبي به |
| كلاهما عن نبي أو وصي نبي |
ثم نراه متغزلا بفتاة تحمل بيدها مصباحا يهديها السبيل فيقول :
حملت براحتها الشهاب لتهدتي |
| نهج السبيل وليتها لا تهتدي |
أتقل مصباحا وضوء جبينها |
| يذري بضوء الكوكب المتوقد |
وهذا يرينا أن الطرق لم تكن منارة في ذلك الوقت والعصر ، فيحتاج ألإنسان للسير في الطرق لضياء يحمله معه.
ثم يرجع فيشرح لنا رأيه في البكاء على الحسين عليهالسلام وهو كلام مصدره الحب ومنبعه العقيدة ، وهو معنى طريف ولطيف ، فيقول :
إني لأبكيه وأعلم إنني |
| قصرت وألإعوال ليس يفيد |
ذنبي عظيم حيث إني لم أكن |
| عنه بعرصة كربلاء أذود |
ما سرني أني أموت بحسرتي |
| حزنا عليه وصارمي مغمود |
إني ليطربني إذا قيل الوغى |
| شبت ومد لواؤها المعقود |
ما للرجال وللحنين وإنما |
| شيم النساء النوح والتعديد |
البيض تعلم أنها لأكفنا |
| خلقت قوائمها وهن شهود |
فإلامّ يخبو في الحروب وقودها |
| ويشب منها في القلوب وقود |