• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

ثمّ حمل عليهم كالليث الضاري على قطيع الثعالب حتّى قتل منهم ثمانية عشر رجلاً ثمّ استشهد إمام الحسين عليه‌السلام. ويقول الكميت في رثائه :

سوى عصبة فيها حبيب مرمّل

قضى نحبه والكاهليّ معفَّر

٢١ ـ أنيس بن معقل الأصبحي

عدّه ابن شهر آشوب في المناقب وابن أعثم الكوفي والعاملي في أعيان الشيعة ، والقمّي في نفس المهموم ، وصاحب الناسخ من شهداء كربلاء ، وذكر هؤلاء بأجمعهم أنّ أنيس بن معقل خرج إلى ميدان القتال وهو يرتجز بهذا الرجز :

أنا أنيس وأنا ابن معقل

وفي يميني نصل سيف مصقل

أعلو به الهامات وسقط القسطل

عن الحسين الماجد المفضّل

ابن رسول الله خير مرسل (١)

ثمّ انحدر عليهم كالسيل من علّ وكالنمر الشرس ، وأعمل السيف فيهم فرياً وبرياً حتّى قتل نيّفاً وعشرين رجلاً ثم استشهد بين يدي الحسين عليه‌السلام.

أُديرت كؤوس للمنايا عليهم

فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذي سكر

فأجسامهم في الأرضى قتلى بحبّهم

وأرواحهم في الحجب نحو العلا تسري

فما عرسوا إلّا بقرب حبيبهم

ولا عرجوا من مسّ بؤس ولا ضرّ

وقال الآخر :

قوم إذا فتحوا العجاج رأيتهم

شمساً وخلت وجوههم أقمارا

لا يعدلون برفدهم عن سائل

عدل الزمان عليهم أو جارا

وإذا الصريخ دعاهم لملمّة

بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا

*       *      *

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ، ج ٢ ص ٢٥٢.