• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

فقام إليه ابن النبيّ مبادراً

كأنّ الذي يأتي إليه رسول

ومن خلفه من فاطميّات مشية

تلوّي على أقدامهنّ ذبول

مشين إليه صارخات فتارةً

قيام وأُخرى للقعود تميل

فعانقه والدمع ملأ جفونه

أفي الدمع من عظم المصاب بديل

وقد غار عيناه لفرط ظمائه

وفي القلب وقد والشفاه ذبول

فقال أبي روحي تطير من الظما

وجسمي من ثقل الحديد نحيل

فقال حين والدموع بوادر

ومن حوله للباكيات عويل

إذا لم تجد بُدّاً إلى ما ترومه

فصبرك يابن الأطيبين جميل

فعاد إليهم حاسراً عن ذراعه

كحيدرة الكرّار حين يصول

فأحمى وطيس الحرب يعسوب هاشم

يطالب بالثارات وهي طليل

له سطوات أدهش الكون روعها

وأكثر جمع عنده لقليل

فنال بحدّ السيف ما هو طالب

ولكنّما التقدير قام يحول

فساق إليه ضربة لابن منقذ

وقد غاله حين استجمّ خيول

كضربة ابن الملجم الشيخ جدّه

فللناس أشباه وللأمر تمثيل

فإن كان سيف البغي فلّق هامه

فحبوة جدّ حاز منه سليل

فعانق مهر كان راكب ظهرها

وعانقه سيف العدى ونصول

فتنهشه حتّى تقطّع جسمه

بأسيافهم والنفس منه تسيل

وإذ بلغ الروح التراقي خاطب

الإمام بتبشير حباه جليل

أبي إنّ جدّي قد سقاني بكأسه

وأُخرى بكفّيه لسقيك تنزيل

فقام إليه حجّة الله مثلما

يقوم إلى لُقيا الممات عليل

فلمّا دنى منه تيقّن أنّه

هو السرّ فيما لم ينله خليل

فقال على الدنيا بعدك العفا

ومثلك مثلول الجبين قتيل