• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الاول : الطوسي ؛ حياته ، ثقافته ، عصره

  • الفصل الثاني :

    الشيخ الطوسي وعقائد الامامية

    تحدث القرآن الكريم في آياتٍ عديدةٍ عن مسائل عقيدية كانت غايةً في الاهمية كصفات الله وخلق القرآن وافعال العباد ، هل هي من خلق الله ام من تدبير الإنسان نفسه؟ إلى جانب مسائل اخرى لاتقل عن هذه اهميةً في مجال العقيدة ، وقد قراها الصحابة والرعيل الاول من المسلمين ، فامنوا بها دون ان يقولوا شيئاً بصددها ، حتى اذا ما اذن النصف الاول للقرن الهجري الاول بالانصراف ، واذا بالمدرسة الإسلاميّة تعيش حالة ارهاصاتٍ لولادة بعض الفرق والمذاهب ، حيث ظهرت عندئذ القدرية ، فكان معبد بن خالد الجهني ( ت ٨٠ ه‍ ) اول من تكلم بالقدر حيث كان يقول : « لاقدر والامر انف » ١ ، وبهذا يكون القدرية قد فتحوا بابا للكلام بين المسلمين اخذ بالانتشار والتوسع شيئاً فشيئاً ، فظهرت بعدذلك الجهمية والتي تنسب إلى جهم بن صفوان ( ت ١٢٨ ه‍ ) ، وهو من القائلين بالجبر ، وقد وافق جهم اراء المعتزلة في نفي الصفات الازلية الا انه خالفهم في اراء اخرى كثيرةٍ منها : انه لايجوز وصف البارئ بصفة يوصف بها خلقه ، لان ذلك يقتضي تشبيهاً ، فنفى كونه حيا عالما واثبت كونه قادراً فاعلاً خالقاً ، لانه لايوصف شيء من خلقه بالقدرة والفعل

    ____________

    ١. البغدادي ، الفرق بين الفرق ، ص ( ١٤ )