• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • (أ)

  • (ب)

  • (ث)

  • (ج)

  • (ح)

  • (خ)

  • (د)

  • (ذ)

  • (ر)

  • (ز)

  • (س)

  • (ش)

  • (ص)

  • (ط)

  • (ع)

  • ولم يبعث الله نبيّا قطّ إلاّ : بالبر ، والعدل ، والمكارم ، ومحاسن الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، والنهي عن الفواحش ما ظهر وما بطن ، فالباطن منه ولاية أهل الباطن ، والظاهر منه فروعهم ، ولم يبعث الله نبيّا قطّ يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي.

    فإنّما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افتراضها الله على حدودها ، مع معرفة من جاءهم من عنده ودعاهم إليه ، فأوّل من ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما يقربه بمن لا طاعة له ، وأنه من عرف أطاع ، حرّم الحرام ظاهره وباطنه ، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر ، إنّما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا ، ولا يكون الأصل والفرع ، وباطن الحرام حراما وظاهره حلالا ، ولا يحرّم الباطن ويستحل الظاهر ، وكذلك لا تستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر ، ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة والمسجد الحرام وجميع حرمات الله وشعائره.

    وإن ترك لمعرفة الباطن ، لأن باطنه ظهره ، ولا يستقيم أن ترك واحدة منهما إذا كان الباطن حراما خبيثا ، فالظاهر منه إنّما يشبه الباطن ، والباطن بالظاهر ، فمن زعم أن تلك [انما] (١) هي المعرفة ، وأنّه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك ، لم يعرف ولم يطع ، وإنّما قيل : اعرف واعمل ما شئت من الخير ، فإنه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة ، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قلّ أو كثر ، فإنه مقبول منك.

    أخبرك أن من عرف أطاع ، إذا عرف وصلّى وصام واعتمر وعظّم حرمات الله كلّها ، ولم يدع منها شيئا ، وعمل بالبر كلّه ومكارم الأخلاق كلّها ويجتنب سيئها ، وكل ذلك هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصله ، وهو أصل هذا

    __________________

    (١) ما أثبتناه بين المعقوفتين من المصدر ، والظاهر صحته لإرادة التوكيد والحصر.