• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول

  • فصول من حياة سلمان
  • ويأنس ، أو يتعب من أجلها ويضحي ، أو يأمل بها ويطمح .. وما إلى ذلك ..

    ومن هنا .. فقد كان من الطبيعي أن يرفض الاسلام اعطاء الامتيازات ، وتفضيل الناس ، بعضهم على بعض على اساس العرق أو اللون ، أو غير ذلك مما لا خيار فيه للانسان ، ولا هو خاضع لارادته.

    ولكنه جعل التفاضل بين الناس في أمر يمكن أن يكون له دور رئيس في تكاملهم ، وفي تحقيق سعادتهم ، ويؤثر في حركتهم الدائبة نحو هدفهم الاسمى .. وهو في نفس الوقت أمر اختياري للانسان ، يمكنه ، أن يحصل عليه ، ويمكنه أن لا يحصل عليه .. ألا وهو التقوى ، والعمل الصالح ، والسجايا الفاضلة ، والعلم النافع المعطاء ؛ فقال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم (١).

    وقال : هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (٢).

    وقال تعالى : ألم تر كيف ضرب الله مثلاً : كلمة طيبة كشجرة طيبة (٣).

    قال : ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض (٤).

    وقال تعالى : لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله (٥).

    وقال : قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث (٦).

    إلى غير ذلك من آيات كثيرة ، لا مجال لا يرادها هنا ..

    وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا أسود على أحمر ، ولا أحمر على أسود إلاّ بالتقوى (٧).

    وإذا كان كل ما تقدم هو المنطلق للتفاضل ، والحصول على الامتيازات والاوسمة ؛ فان من شأنه : أن يقود الانسان نحو الكمال ، ويجعل التسابق باتجاه

    __________________

    (١) الحجرات ١٣.

    (٢) الزمر ٩.

    (٣) ابراهيم ٢٤.

    (٤) ابراهيم ٢٦.

    (٥) النساء ٩٥.

    (٦) المائدة ١٠٠.

    (٧) مجمع الزوائد ج ٣ ص ٢٦٦ و ٢٧٢ والبيان والتبيين ج ٢ ص ٣٣ والعقد الفريد ج ٣ ص ٤٠٨ والغدير ج ٦ ص ١٨٧/١٨٨ عن عدد من المصادر.