• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول

  • فصول من حياة سلمان
  • ثم التقى به (ص) في المدينة.

    فقدم له ـ رطباً على أنها هدية ، فلاحظ : انه (ص) قد أكل منها هذه المرة ..

    ثم التقى به (ص) في بقيع الغرقد ، وهو في تشييع جنازة بعض أصحابه ، فسلم عليه ، ثم استدار خلفه ؛ فكشف صلّى الله عليه وآله له عن ظهره ، فرأى خاتم النبوة ؛ فانكب عليه يقبله ويبكي ، ثم أسلم ، وأخبره بقصته (١).

    ثم كان تحريره من الرق ، حسبما سيأتي.

    نحن .. وحديث الاسلام هذا :

    ويلاحظ هنا : أن سلمان لم يسلم بدافع عاطفي أو مصلحي ، ولم يسلم أيضاً استجابة لضغوط عليه ، أو لجو معين .. وإنما دخل في الاسلام عن قناعة فكرية خالصة ، وبعد أن هاجر في طلب الدين الحق ، ولاقى الكثير من المصاعب والمتاعب ، حتى ابتلي بالرق والعبودية .. مع أنه كان من أول الاُمر مظهراً للشرك مبطناً للايمان ، كما في بعض الروايات الآتية.

    وذلك إن دلّ على شيء ، فانما يدل على أن التدين أمر فطري؛ وأنه مما يدعو له العقل السليم ، فعن هذا الطريق توصل سلمان إلى الايمان بالله ، وبأنبيائه ، وشرائعه.

    متى تحرّر سلمان؟

    ويقولون : إن تحرير سلمان من رق العبودية بصورة كاملة ، قد كان في

    __________________

    (١) مصادر هذا الذي ذكرناه كثيرة جداً ، وما سيأتي في هذا الفصل كله ، قد ذكر هذا الحديث ، فلا حاجة إلى ذكرها ، ومع ذلك نقول : راجع : الاصابة ج ٢ ص ٦٢ وقاموس الرجال ج ٤ ، والاستيعاب واسد الغابة ، والبحار ج ٢٢ ، ونفس الرحمان والمصنف لعبدالرزاق ج ٨ ص ٤١٨ وتاريخ الخميس والدرجات الرفيعة وروضة الواعظين ، ووو إلخ ..