• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول

  • فصول من حياة سلمان
  • وإذا كانت عبارة : « أفرّ ـ والله ـ من الكبر » من كلام سلمان .. وتكون العبارة التي بعدها ، وهي قوله : « فتفر منه ، وتحمله علي .. الخ ». هي جواب عمر له ـ إذا كان كذلك ـ فانها أيضاً صريحة في أن الخليفة يريد أن يفر من الكبر ، بواسطة تزويجه ابنته لسلمان .. فمعنى ذلك هو أن ما قاله عمرو بن العاص لسلمان : من أن الخليفة يريد أن يتواضع بتزويجه ابنته ، يكون صحيحاً ..

    فالنتيجة تكون واحدة على كلا الحالتين ، وهي أنه يعتبر تزويج غير العربي تواضعاً ، وتنزلاً في مقام الشرف والكرامة ..

    نعم .. وهذا ما يتناسب مع أفكار وسياسات الخليفة ، بالنسبة للعرب ، وللموالي ..

    تماماً على عكس سياسات علي أمير المؤمنين ، والاُئمة من ولده ، عليهم الصلاة والسلام ، ثم شيعتهم الاخيار؛ فانهم كانوا لا يرون لبني إسماعيل فضلا على بني اسحاق ..

    وقد كان لكل من السياستين آثارهما ، الايجابية والسلبية ، ولسوف نوضح ذلك فيما يأتي من مطالب إن شاء الله تعالى ..

    ولسوف نجد : أن نهج الخليفة الثاني ، هو الذي استأثر بالعناية والرعاية ، سواء في عهد الدولة الاموية ، أو بعدها .. ثم لم نزل نجد ملامحه وآثاره تختفي تارة ، وتظهر اُخرى ، عبر العصور وحتى يومنا هذا ..

    عجمة سلمان اسطورة :

    عن أبي عثمان ، قال : كان سلمان لا يفقه كلامه ، من شدة عجمته. وكان يسمي الخشب : خشبان (١).

    __________________

    (١) راجع : ذكر أخبار اصبهان ج ١ ص ٥٥ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢١١ والفائق ج ١ ص ٣٧٢