• الفهرس
  • عدد النتائج:

لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عز وجل ببره وصلته خيراً كثيراً » (١).

وصحيح أن الانسان إذا مات انقطع شعوره ، وتوقفت الحركة الحياتية عنده إلا أن الله سبحانه لا يصفي حسابه معه رحمة منه ، ومنّة عليه ، فلعل من يقدم إليه خيراً من ولدٍ بارٍ به ، أو صديق يشفق عليه ، فيكتب ذلك له ليخفف به عن سيئاته ، أو ليزيد في حسناته.

الثانية :

وبعدما تعرضت الآية لمنزلة الابوين إنتقلت بنا لتعطينا درساً في كيفية المعاشرة معهما.

( فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ).

أنه غاية في الحشمة ، والادب أن يقف الابن حيال أبويه فلا يفتح شفتيه بأدنى ما يعبر عن الضجر ، والسأم ، ولو بحرفين من الكلام فلا يجوز للابن أن ينهر أبويه ، ففي ذلك سخط الرب لانه تجاوز ، وتعدٍ على حقوقهما.

يقول الامام الكاظم ( عليه السلام )

« لو علم الله شيئاً هو أدنى من أفٍ لنهى عنه وهو من أدنى العقوق » (٢).

وإذاً فلا بد من تجنب كل ما يزعجهما ، ولو بأدنى كلام وإبدال ذلك بمخاطبتهما بلطف ، وإحترام ، وبرفق وخضوع.

( وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ).

ليبادل الولد أباه العطف ، فيجد الاب ثمرة عطفه وحنانه فيقطف من هذه الثمرة ، وهو على قيد الحياة وليجني ما زرعته ابوته فيحصد حباً كان

__________________

(١) اصول الكافي باب بالوالدين ( حديث ٧ ).

(٢) جامع السعادات : ٢ / ٢٦٣ مطبعة النجف الاشرف.