• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

تَقْتُلُونِي وَسَأَقُولُ كَما قالَ أَخُو الْأَوْسِ لِابْنِ عَمِّهِ وَهُوَ يُرِيدُ نُصْرَةَ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فَخَوَّفَهُ ابْنُ عَمِّهِ وَقالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ ، فَقَالَ :

سَأَمْضِي وَمَا بِالمَوتِ عَارٌ عَلَى الفَتَى

إذَا مَا نَوَىٰ حَقّاً وَجَاهَدَ مُسْلِمَا

وَآسىٰ الرِّجالَ الصَّالِحينَ بِنَفْسِهِ

وَفارَقَ مَثبُوراً وَخالَفَ مُجْرِما

فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أَنْدَمْ وَإِنْ مُتُّ لَمْ أُلَمْ

كَفَىٰ بِكَ ذُلّاً أَنْ تَعِيشَ وتُرْغَمَا (١)

ولمّا سمع الحرّ ذلك تنحّى عنه ، وعرف أنّه مصمّم على الموت والتضحية لإنقاذ المسلمين من ويلات الأمويّين وجورهم .

رسالة ابن مرجانة إلى الحرّ

وتابعت قافلة الإمام سيرها في البيداء ، وهي تارة تتيامن ، واُخرى تتياسر ، وجنود الحرّ يذودون الركب عن البادية ، ويدفعونه تجاه الكوفة ، والركب يمتنع عليهم ، وبينما هم كذلك وإذا براكب يجدّ في سيره ، فلبثوا هنيهة ينتظرونه فإذا به رسول من ابن زياد إلى الحرّ ، فسلّم الخبيث على الحرّ ولم يسلّم على ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وناول الحرّ رسالة من ابن مرجانة جاء فيها :

أمّا بعد : فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ، ويقدم عليك رسولي ، فلا تنزله إلّا بالعراء في غير حصن ولا على غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام .

وأعرض ابن مرجانة عمّا عهد به إلى الحرّ من إلقاء القبض على الإمام ، وإرساله مخفوراً إلى الكوفة ، ومن المحتمل أنّه خاف من تطوّر الأحداث ، وانقلاب الأوضاع عليه إن وصل الإمام إلى الكوفة ، فرأى التحجير في الصحراء بعيداً عن المدن أوْلى

__________________________

(١) الإرشاد : ٢ : ٨٠ و ٨١ . أنساب الأشراف : ٣ : ٣٨٢ و ٣٨٣ . تاريخ الاُمم والملوك : ٤ : ٣٠٥ . الفتوح : ٥ : ٧٩ . الكامل في التاريخ :٣ : ٢٨٠ و ٢٨١ .