ما فيهما من حدة الحس بما فيه من قوّة التخدير فهان عليهم وسهل شرب الدواء ولم يحدث بهم بعد شربه غثيان وقد يدخل ماؤه مع ماء الرازيانج الأخضر في شراب الهندي المسمى شراب الكدر النافع من فساد الهواء المانع لكون الجدري والحصبة ، وهو من أنفس أشربة ملوك الهند وملوك خراسان وخاصة ماء الطرخون إن يفعل ذلك الفعل وأن يمنع حدوث علل الوباء.

طراثيث : أبو حنيفة : الطرثوث ينضض الأرض تنضيضا فأعلاه هي بكعته وهي منه قيس أصبع وعليه نقط حمر وهي مرة وربما طال الطرثوث وربما قصر وهو نفسه كأير الحمار وبكعته أشبه شيء ببرعمة النبات الذي يسمى بستان أبروز وينبت تحت أصول الحمص وهو ضربان فمنه حلو يؤكل وهو الأحمر ومنه مر وهو الأبيض يتخذ للأدوية وبكعته يصبغ بها.

الخليل بن أحمد : الطرثوث نبات كالفطر مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة منه مر ومنه حلو يجعل في الأدوية وهو دباغ للمعدة. البصري : الطراثيث تجلب من البادية وفي مذاقه عفوصة وهو بارد قباض عاقل للطبيعة وإذا شرب بمخيض البقر وبلبن الماعز حليبا ومطبوخا أصلح استرخاء المعدة. بديغورس : خاصة الطراثيث حبس الدم وعقل البطن وبدله نصف وزنه قشر البيض محرقا وثلثا وزنه قرظ وسدس وزنه قرط وسدس وزنه عفص وعشر وزنه صمغ. لي : هذا الطراثيث هو المعروف رب رياح. الرازي : هو بارد يابس في الثالثة يقطع نزف الدم من المنخرين والأرحام والمقعدة وسائر الجسد.

طريفلن : معناه باليونانية ذو الثلاثة أوراق وهذا الإسم إسم مشترك يقال على الحندقوقي وقد ذكرتها في حرف الحاء المهملة وعلى أحد نوعي النبات الذي يسمى خصاء الثعلب وقد ذكرته فيما قبل ويقال أيضا على هذا الدواء الذي زيد ذكره ههنا وهو الأخص به ويسمى بالعربية حومانة. ديسقوريدوس في الثالثة : طريفلن ومن الناس من يسميه متواسس ١ ومنهم من يسميه أسفلطس وهو تمنش طوله ذراع أو أكثر وله قضبان دقاق سود شبيه بالأذخر فيها شعب في كل شعبة ثلاث ورقات شبيه بورق الشجرة التي تدعى لوطوس في ابتداء نبات الورق تشبه رائحته رائحة القفر ، وله زهر فرفيري اللون ونوره إلى العرض ما هو عليه شيء من زغب وفي أحد طرفيه شيء كأنه خلط وله أصل دقيق مستطيل صلب.

جالينوس في ٨ : هذا النبات يسميه اليونانيون بأسماء كثيرة منها ثلاثة اشتقت واستخرجت من الأعراض اللازمة له ومنها إثنان آخران لا أدري من أين استخرجا ومن أين سميا ، فأما قوّته فحارة يابسة على مثال قوّة قفر اليهود لأن رائحته شبيهة برائحة ذلك القفر وهما في القوّتين جميعا من الدرجة الثالثة ولذلك صار إذا شرب شفى وجع الأضلاع الحادث عن السدد ويدر البول ويحدد الطمث. ديسقوريدوس : وبزره وورقه إذا شربا بالماء نفعا من الشوصة وعسر البول والصرع وابتداء الإستسقاء ووجع الأرحام وقد يدر الطمث وينبغي أن يسقى من البزر ثلاثة درخميات ومن الورق أربعة وورقه إذا شرب بالسكنجبين نفع من نهش الهوام وزعم قوم أن طبيخ هذا النبات ، إذا أخذنا بأصله وورقه وصب على موضع نهش الهوام سكن الوجع إلا أنه إن كانت ممن يصب عليه قرحة فأصابها عرض له فيها شبيه بما كان به من نهش الهوام ومن الناس من يسقى من ورقه في الحمى المثلثة ثلاث ورقات ومن بزره ثلاث حبات بشراب وفي الحمى الربع أربع ورقات أربع حبات لتذهب الحمى وقد يقع أصل هذا النبات في أخلاط الأدوية

__________________

١) قوله : متواسس بهامش الأصل في نسخة سواس اه‍.