• الفهرس
  • عدد النتائج:

ديناراً فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أنكره فقال : يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال : يا أبا حسن خل سبيلى ولا تسألنى عما ورائى ، فقال ابن أخي : إنه لا يحل لك أن تكتمنى حالك قال : أما إذا أبيت فو الذي أكرم محمداً بالنبوة ما أزعجنى من رحلى إلا الجهد ولقد تركت أهلي يبكون جوعا فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكباً رأسي ، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي عليه السلام بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ثم قال : أحلف بالذى حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ، ولقد اقترضت ديناراً فهاك وأوثرك به على نفسى ، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة المغرب مرّ بعلى في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا به؟ فأطرق علي عليه السلام لا يحر جوابا حياء من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إما أن تقول لا فنصرف عنك أو نعم فنجىء معك ، فقال له : حبا وتكريما إذهب بنا ، وكأن اللّه سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تعش عندهم ، فأخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخاناً ، فلما سمعت كلام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خرجت من المصلى فسلمت عليه ـ وكانت أعز الناس عليه ـ فرد عليها السلام ومسح بيده على رأسها وقال : كيف أمسيت؟ عشينا غفر اللّه لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر علي عليه السلام ذلك وشم ريحه رمى فاطمة عليها السلام ببصره رميا شحيحا فقالت : ما أشح نظرك وأشده ، سبحان اللّه هل أذنبت فيما بيني وبينك ما استوجب به السخطة؟ قال : ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم ، أليس عهدى بك اليوم وأنت تحلفين باللّه