• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • المحاضرة الأولى
  • أمر هذا القانون الدقيق . بل أشير إليه في بعض النصوص وأطلق على عامل الوراثة فيها اسم ( العِرق ) .

    وبعبارة أوضح : فإن المعنى الذي يستفيده علماء الوراثة اليوم من كلمة ( الجينة ) هو نفس المعنى الذي استفادته الأخبار من كلمة ( العِرق ) وعلى سبيل المثال نذكر بعض تلك الروايات .

    ١ ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنظر في أي شيء تضع ولدك ، فإن العرق دساس » (١) . وحينما نراجع المعاجم اللغوية في معنى كلمة ( دساس ) نجد أن بعضها ـ كالمنجد ـ يعلق على ذلك بالعبارة التالية : « العرق دساس أي : أن أخلاق الآباء تنتقل إلى الأبناء » (٢) .

    فهذا الحديث يتحدث عن قانون الوراثة بصراحة . ويعبِّر عن العامل فيها بالعرق . فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوصي أصحابه بألا يغفلوا عن قانون الوراثة بل يفحصوا عن التربة الصالحة التي يريدون أن يبذروا فيها ، لكي لا يرث الأولاد الصفات الذميمة .

    ٢ ـ عن الإِمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق » (٣) . وهذا الحديث يثبت إمكان إكتشاف الطهارة العائلية للفرد من السجايا الفاضلة عنده .

    ٣ ـ وهذا محمد بن الحنفية ابن الإِمام علي عليه‌السلام كان حامل اللواء في حرب الجمل ، فأمره علي بالهجوم ، فأجهز على العدو ، لكن ضربات الأسنة ورشقات السهام منعته من التقدم فتوقف قليلاً . . . وسرعان ما وصل إليه الإِمام وقال له : « إحمل بين الأسنة » فتقدم قليلاً ثم توقف ثانية ، فتأثر الإِمام من ضعف ابنه بشدة فاقترب منه و « . . . ضربه بقائم سيفه وقال : أدركك عرق من

    ____________________

    (١) المستطرف من كل فن مستظرف ج ٢ / ٢١٨ .

    (٢) المنجد ، مادة : دسَّ .

    (٣) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص ١٦٧ ط دار الثقافة في النجف الأشرف .