• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • المحاضرة الأولى
  • على غض النظر عن هذه التسلية ، ولأجل أن يثبتوا أمام الأخطار والصدمات معتمدين على أنفسهم فقط ، عليهم أن يهجروا هذا الملجأ » .

    إنه يعتقد بأن :

    « الفرد يستطيع في هذه الصورة فقط أن يكون إنساناً راشداً ، وسيبدأ الكفاح مع القوى الشريرة في الطبيعة » (١) .

    أوهام فرويدية :

    كان فرويد يعتقد قبل بدء الحرب العالمية بارتفاع المستوى الأخلاقي للأمة في ظل المدنية ، إنه كان يتصور أن الإِنسان يستطيع في ظل المدنية الحديثة وأصول التربية المادية أن يصل إلى طريق الفضيلة القيم العليا ، لكن إندلاع نيران الحرب والجرائم التي وقعت فيه هزت أفكار فرويد ، وقلبت تفكيره رأساً على عقب ، فاعترف بأوهامه السابقة وتفكيره الخاطىء . . . وراح يقول :

    « ولقد أدت مشاهدة الأعمال التي نتصورها غير مطابقة للمدنية ، وما نتج من هذه الأعمال الوحشية من نظرتنا إلى البشر على أنهم مجرمون إلى أن نغرق في الألم والتأثر واليأس . ولكن هذا اليأس والألم ليسا وجيهين في الحقيقة ، وذلك أنا نعتبر سكان العالم لهذه الجهة منحطين وقد كنا مخطئين في نظرتنا إليهم قبل الحرب على أنهم في مستوى أخلاقي ومعنوي أعلى مما هم عليه » (٢) .

    « بعد سرد هذا البيان الموجز الذي يوضح فرويد فيه ضرورة وقوف المدنية أمام الإِعتداءات البشرية يستنتج أن الجهود والمحاولات المبذولة في هذا السبيل لحد الآن لم تكن مثمرة كما ينبغي ، ولا تزال الإِعتداءات موجودة خلف أستار المجتمع » .

    ____________________

    (١) نفس المصدر ص ٩٧ .

    (٢) انديشه هاى فرويد ص ١١٧ .