• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • المحاضرة الأولى
  • داخلي أو قلق باطني . . . ولكنهم غافلون عن يقظة الوجدان ، وأنه من الذكاء والفطنة بحيث تنطلي عليه التلفيقات ولا تغيير مظهر الذنب بمظهر آخر ، ولا يكف عن واجبه المقدس ، وهو توجيه اللوم إلى المجرم .

    « إذا كنا نقضي من هذه الظواهر بانطفاء جذوة الوجدان فقد وقعنا في خطأ كبير . إن الوجدان لا يزال حياً حتى في حالات الموت الروحي ، ويستمر في القيام بعمله بكل هدوء ويستطيع أن يكشف عن وجوده فجأة بإشراقة خلابة وغير متوقعة . فهناك إلى جانب الوجدان الذي يقوم بإظهار ميوله وعقائده وأفكاره ، يوجد وجدان مستتر يحكي عن حالة روحية غير مرئية . إنه يمكن الإِستعانة ببعض التعابير التي يستعملها المريض والتي تعد فاقدة للمعنى وجنونية في الظاهر ، كدليل على وجود هذا الثبات . هذه التعابير ترينا أن الوجدان يستطيع أن يبقى حياً تحت خرائب الذكاء والعقل » .

    « إن الوجدان يؤثر حتى في حياة الأنسجة وفي وضعية الأعمال الجسدية التي تملك شخصية حية بنفسها أيضاً » (١) .

    وفي قضية عمر بن سعد ، وقيامه بتلك المعركة الدامية على صعيد كربلاء أملاً في الحصول على حكومة الري ، أجلى شاهد على ما ذهبنا إليه . فمن جهة نجد أن قتل الحسين بن علي عليه‌السلام وثلة من أصحابه الأبرار والأبرياء عمل مخالف للوجدان والدين والعقل . ومن جهة أُخرى كان يرغب في الحصول على حكومة الري وفي ذلك لذة الرئاسة ، والرغبة النفسية التي تلح عليها نفسه الأمارة . فعندما إقترح عبيد الله بن زياد حكومة الري عليه بشرط قتل الإِمام الحسين عليه‌السلام إضطرب عمر لذلك وتحير في أمره ، فلو كان فرداً مؤمناً ومتديناً لكان يرد ذلك الإِقتراح بسرعة ولم يكن يقوم بتلك الجريمة الشنيعة لقاء حكومة لا تدوم أياماً . وإذا كان إنساناً منحرفاً وبعيداً عن الدين بتمام معنى

    ____________________

    (١) چه ميدانيم ؟ بيماريهاى روحى وعصبى ص ٦٣ .