• الفهرس
  • عدد النتائج:

قال : بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون.

قال الجاثليق : فهلم شيئا من ذكر ذلك أتحقق به دعواك.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خرجت ـ أيها النصراني ـ من مستقرك مستفزا لمن قصدت بسؤالك له ، مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد ، فأريت في منامك مقامي ، وحدثت فيه بكلامي ، وحذرت فيه من خلافي ، وأمرت فيه باتباعي. قال : صدقت والله الذي بعث المسيح ، وما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك وصي رسول الله ، وأحق الناس بمقامه. وأسلم الذين كانوا معه كاسلامه وقالوا : نرجع إلى صاحبنا ، فنخبره بما وجدنا عليه هذا الامر وندعوه إلى الحق.

فقال له عمر : الحمد لله الذي هداك ـ أيها الرجل ـ إلى الحق وهدى من معك إليه ، غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها ، والامر من بعده لمن خاطبت أولا برضا الأمة واصطلاحها عليه ، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة. فقال : قد عرفت ـ أيها الرجل ـ وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت.

وانصرف الناس وتقدم عمر ألا يذكر ذلك المقام من بعد ، وتوعد على من ذكره بالعقاب ، وقال : أما والله لولا أنني أخاف أن يقول الناس : قتل مسلما ، لقتلت هذا الشيخ ومن معه ، فإني أظن أنهم شياطين أرادوا الافساد على هذه الأمة وايقاع الفرقة بينها.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لي : يا سلمان ، اما ترى كيف يظهر الله الحجة لأوليائه ، وما يزيد بذلك قومنا عنا إلا نفورا!

٣٨٣ / ٣٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد ، قال : حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة الجوهري ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن خالد بن خالد اليشكري ، قال : خرجت سنة فتح تستر حتى قدمت الكوفة ،