• الفهرس
  • عدد النتائج:

المأمون ـ فقال له : أنشدني قصيدتك ، فجحدها دعبل ، وأنكر معرفتها. فقال له : لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك ، فأنشده :

تأسفت جارتي لما رأت زوري

وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر

ترجو الصبا بعدما شابت ذوائبها

وقد جرت طلقا في حلبة الكبر

أجارتي إن شيب الرأس يعلمني (١)

ذكر المعاد وأرضاني عن القدر

لو كنت أركن للدنيا وزينتها

إذن بكيت على الماضين من نفر

أخنى الزمان على أهلي فصدعهم

تصد ع القعب (٢) لاقى صدمة الحجر

بعض أقام وبعض قد أهاب به (٣)

داعي المنية والباقي على الأثر

أما المقيم فأخشى أن يفارقني

ولست أوبة من ولى بمنتظر

أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي

كحالم قص رؤيا بعد مدكر

لولا تشاغل عيني بالألى سلفوا

من أهل بيت رسول الله لم أقر

وفي مواليك للمحزون مشغلة

من أن تبيت لمفقود (٤) على أثر

كم من ذراع لهم بالطف بائنة

وعارض بصعيد الترب منعفر

أنسى الحسين ومسراهم لمقتله

وهم يقولون هذا سيد البشر

يا أمة السوء ما جازيت أحمد في

حسن البلاء على التنزيل والسور؟!

خلفتموه على الأبناء حين مضى

خلافة الذئب في إبقار ذي بقر

قال يحيى بن أكثم : وأنفذني المأمون في حاجة ، فقمت فعدت إليه ، وقد انتهى إلى قوله :

لم يبق حي من الاحياء نعلمه

من ذي يمان ولا بكر ولا مضر

__________________

(١) في نسخة : ثقلني.

(٢) القعب : القدح.

(٣) أي دعاه أو زجره.

(٤) في نسخة : لمشغول.