• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

أنا ، ونعم الربُّ أنت وبئس المربوب أنا ، ونعم المولى أنت وبئس المملوك أنا قد أذنبت فعفوت عن ذنوبي ، واجترمت فصفحت عن جرمي ، وأخطأت فلم تؤاخذني وتعمّدت فتجاوزت عنّي وعثرت فأقلتني ، وأسأت فتأنّيتني ، فأنا الظالم الخاطىء المسيىء المعترف بذنبي المقرُّ بخطيئتي يا غفّار الذنوب .

أستغفرك اليوم لذنبي ، وأستقيلك عثرتي لما كنت فيه من الزَّهو والاستطالة فرضيت بما إليه صيّرتني ، وإن كان الضرُّ قد مسّني والفقرُ قد أذلّني والبلاء قد جائني ، وإنَّ ذلك من سخط منك عليَّ فأعوذ برضاك من سخطك يا سيّدي وإن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفي ، وقلّة حيلتي ، إذ قلت « إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا » وقلت « فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ » وقلت « إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ » وقلت « وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ » [ وقلت ] « وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ » وقلت « وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا » .

صدقت وبررت يا سيّدي ، فهذه صفاتي الّتي أعرفها من نفسي ، فقد مضى تقديرك فيَّ يا مولاي ، ووعدتني من نفسك وعداً حسناً أن أدعوك فتستجيب لي وأنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني ، وواردد عليَّ نعمتك ، وانقلني ممّا أنا فيه إلى ما هو أفضل منه حتّى أبلغ فيما أنا فيه رضاك ، وأنال به ما عندك ، ممّا أعددته لأوليائك ، إنّك سميع عليم .

٤٤ ـ ومن ذلك : دعاء عظيم الشأن وجدته مرويّاً عن مولانا الصّادق صلوات الله عليه بسم الله الرحمن الرَّحيم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا تطّلعوا هذا الدعاء والتسبيح إلّا من اجتمعت فيه خمسة خصال : الهدى ، والتقي ، والورع ، والصيانة ، والزهد ولا تعلّموها سفهاءكم إنّه من قال في عمره هذا الدعاء مرَّة واحدة ، كان له ثواب