• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأول الإمام السجاد عليه‌السلام في سطور
  • الفصل الثاني ظاهرة البكاء عند الإمام زين العابدين عليه‌السلام
  • الفصل الثالث ظاهرتا العبادة والدعاء عند الإمام عليه‌السلام
  • الفصل الرابع فلسفة الإمام عليه‌السلام في الانفاق وتحرير العبيد
  • الفصل الخامس رسالة الحقوق: الإعلان الأول لحقوق الإنسان في العالم
  • الفصل السادس خلاصة الجهاد السياسي عند الإمام السجاد عليه‌السلام
  • لك » (١) !!

    كل هذه الاُمور والمواقف واللفتات العملية الدقيقة وعشرات مثلها ، هي التي خلّدت الإمام زين العابدين وجعلته في مصافّ أعظم الأئمة والمصلحين وزعماء التاريخ ، وإنّها هي التي هيأت له من أسباب الخلود مالم تهيئه لمناوئيه ومعاصريه من الحكام الأمويين الذين تحكّموا بالرقاب دون المشاعر ، وركّزوا علىٰ الشعار دون الواقع ، فصاروا عاراً علىٰ التاريخ ولعنة للأجيال...

    نعم ، جاءت مواقف الإمام حاكمة علىٰ نظرياته وليس العكس ، وجاءت مصاديقه ترافع مفاهيمه وليس العكس ، وهكذا جاءت دموعه الحرّىٰ ناطقة عن إيمانه وصبره وفجيعته ، كما جاء حزنه الصامت مفصحاً عن ثورته ورفضه وتمرده.

    لقد جسّد عليه‌السلام بحق نظرية أبيه في طلب الإصلاح في أُمّة جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجاء امتداداً صادقاً لتلك التضحية الخالدة التي كانت وستظل غرّة علىٰ جبين الزمان ، مادام هناك صراع بين الحق والباطل ، أو بين السماحة واللؤم ، أو بين النقص والكمال ، أو القبح والجمال...

    فلولا القبح ما عُرف الجمالُ

    ولولا النقص ما عُرف الكمالُ

    ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ) (٢).

    _______________________

    (١) الكامل للمبرد ٣ : ٨٠٥.

    (٢) سورة مريم : ١٩ / ٧٦.