• الفهرس
  • عدد النتائج:

ويجب أن تعلم أن في نفس الأمر (١) طريقا إلى (٢) أن يكون الغرض من هذا العلم تحصيل (٣) مبدإ (٤) إلا (٥) بعد علم آخر. فإنه سيتضح لك فيما (٦) بعد إشارة إلى أن لنا سبيلا إلى إثبات المبدإ الأول لا من طريق الاستدلال من الأمور (٧) المحسوسة ، بل من طريق مقدمات كلية عقلية توجب للوجود (٨) مبدأ واجب الوجود وتمنع (٩) أن يكون متغيرا أو متكثرا في جهة ، وتوجب أن يكون هو مبدأ للكل ، وأن يكون الكل يجب عنه على ترتيب الكل. لكنا لعجز أنفسنا لا نقوي على سلوك ذلك الطريق البرهاني الذي هو سلوك عن المبادئ إلى الثواني (١٠) ، وعن العلة إلى المعلول ، إلا في بعض جمل مراتب الموجودات منها دون التفصيل.

فإذن من حق هذا العلم في نفسه أن يكون مقدما على العلوم كلها ، إلا أنه من جهتنا يتأخر عن العلوم كلها ، فقد تكلمنا على مرتبة هذا العلم من جملة العلوم.

وأما اسم هذا العلم فهو أنه : « ما بعد (١١) الطبيعة ». ويعني بالطبيعة لا القوة (١٢) التي هي مبدأ حركة وسكون ، بل جملة الشيء الحادث عن المادة الجسمانية وتلك القوة والأعراض.

فقد قيل إنه قد يقال : الطبيعة (١٣) ، للجرم الطبيعي الذي له الطبيعة. والجرم الطبيعي هو الجرم المحسوس بما له من الخواص والأعراض. ومعنى « ما بعد الطبيعة » بعدية بالقياس إلينا. فإن (١٤) أول ما نشاهد الوجود ، ونتعرف عن أحواله

__________________

(١) الأمر : الأمور ب ، ط ، م

(٢) إلى : فى ب

(٣) تحصيل : تحصل م

(٤) مبدأ : مبتدأ م

(٥) إلا : لا ص ، م

(٦) فيما : مما ط

(٧) من الأمور : عن الأمور م

(٨) للوجود : الوجود ج ، ط ؛ الموجود ص

(٩) وتمنع : تمتنع ط ، م

(١٠) الثوانى : التوالى م

(١١) ما بعد : فيما بعد بخ ، ج ، ص ، م

(١٢) لا القوة : القوة ب ؛ لا القوة القوة ج ، ص ، ط

(١٣) الطبيعة : طبيعة م. (١٤) فإن : فإنا ب ، ص ، م.